سياسة عربية

تزايد رقعة الفقر في اليمن بعد 10 أشهر من الحرب

أجبرت الحرب على ترك 2.5 مليون يمني منازلهم بسبب المعارك في المدن - ا ف ب
أجبرت الحرب على ترك 2.5 مليون يمني منازلهم بسبب المعارك في المدن - ا ف ب
تزايدت رقعة الفقر في اليمن بشكل غير مسبوق، بعد 10 أشهر من الحرب الدائرة منذ 26 آذار/ مارس الماضي، حيث ارتفع عدد الفقراء إلى أكثر من 20 مليونا، وفقا لإحصائيات البنك الدولي. 

وقال البنك في أحدث تقاريره من الموجز الاقتصادي الفصلي، إن عدد الفقراء في اليمن ارتفع من 12 مليونا قبل الحرب، إلى أكثر من 20 مليونا، بعد أكثر من 10 أشهر على اندلاع الحرب، التي قتلت 6 آلاف مدني، حسب إحصائيات أممية. 

ووفقا للتقرير، المنشور على الموقع الإلكتروني للبنك، فقد أصبح الآن 80 في المائة من سكان اليمن في عداد الفقراء، بعد وصول الرقم إلى 20 مليونا من أصل 24 مليون نسمة، وهي زيادة نسبتها 30% منذ أبريل/ نيسان 2015 حينما اشتدت المعارك. 

وتسببت الحرب بفقدان آلاف الأسر لمصادر دخلها، بعد إغلاق مئات المصانع والشركات التجارية والمستودعات، وخصوصا في المناطق التي شهدت حرب شوارع، مثل تعز ومأرب والجوف (شمال)، وعدن ولحج والضالع وشبوة، جنوبي البلاد. 

ولجأت منظمة دولية وخليجية وفاعلو خير، إلى تدشين مشروع السلة الغذائية، للأسر التي فقدت مصادر دخلها وعانت من مجاعة جراء الحرب، وتحتوي السلة على مواد الدقيق والأرز والسكر، بالإضافة إلى زيت الطبخ. 

وترافق انعدام الدخل في أشهر الحرب مع ارتفاع أسعار السلع الأساسية، حيث يتعذر التجار والموردون بارتفاع كلفة الاستيراد، نتيجة التفتيش البحري، الذي يفرضه التحالف العربي على السفن القادمة إلى اليمن، الذي يتسبب في تأخير السفن في مراسي الموانئ لنحو أسبوعين. 

وقال محمد يحيى، وهو عامل نجارة في العاصمة صنعاء، لمراسل الأناضول، إن "الحرب أعادتنا إلى أزمنة غابرة، حيث إن ارتفاع سعر أسطوانة الغاز المنزلي من 1200 ريال (ستة دولارات) إلى 4 آلاف رالف (20 دولارا) جعلنا نعود للطهي بخشب الأشجار وأحيانا بلفافات ورقية". 

وأضاف أن "المياه أيضا اختفت، وفي الفترة الأخيرة نعتمد على جلب المياه من براميل، يوفرها فاعلو خير وجمعيات في بعض الأحياء السكنية، ويكون نصيبنا 50 لترا في اليوم فقط بعد الانتظار في طوابير طويلة". 

وأجبرت الحرب على ترك 2.5 مليون يمني منازلهم بسبب المعارك في المدن التي يقطنون فيها، واضطر كثير من هؤلاء إلى الانتقال من فئة الملاك للمنازل، إلى مستأجرين في مناطق آمنة. 

وقال أحمد يحيى، وهو موظف حكومي: "إننا اضطررنا إلى ترك منازلنا والانتقال إلى الضواحي البعيدة عن المعارك، بعض الأسر تعيش حاليا في غرفة واحدة، بعد أن كانت تمتلك بيوتا، وبعضها الآخر يعيش في مستودعات على الشوارع لا تصلح إلا مخازن تجارية".
التعليقات (0)