قتل "مستشار عسكري" روسي الاثنين في
سوريا بقذيفة أطلقها مقاتلو تنظيم الدولة، بحسب ما نقلت وكالة ريا نوفوستي عن وزارة الدفاع الروسية، ليرتفع العدد إلى خمسة ضباط روس كبار بعد أن تم الإعلان عن سقوط أربعة آخرين في وقت مبكر الأربعاء.
ويبدو أن
روسيا لا تريد الاعتراف بالعدد الحقيقي لضحاياها وتتبع سياسة التكتيم، حيث أعلنت أن من قتل في جبل التركمان مستشار واحد فقط، وبقذيفة لتنظيم الدولة وليست للمعارضة السورية، والجندي هو الثالث الذي يقتل منذ بدء التدخل
العسكري الروسي في سوريا نهاية أيلول/ سبتمبر، بحسب الرواية الروسية.
ونقلت ريا نوفوستي عن الوزارة قولها إن الجندي الذي كان موجودا في "ثكنة عسكرية" لقوات النظام السوري، حيث كان يدرب سوريين على استخدام "أسلحة جديدة"، "أصيب بجروح قاتلة" بسقوط قذيفة، وذلك من دون أن تحدد مكان الهجوم الذي نسب إلى تنظيم الدولة.
رواية أخرى للمرصد السوري
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه إضافة إلى مقتل المستشار العسكري الروسي فقد أصيب ثلاثة جنود روس، وذلك في قصف صاروخي ومدفعي استهدف "تمركزات ومواقع لغرفة عمليات قوات النظام بقيادة ضباط روس في سلمى وعطيرة وربيعة بالريف الشمالي للاذقية".
وأكد المرصد أن هذه المنطقة الواقعة بين جبلي الأكراد والتركمان خالية من أي وجود لتنظيم الدولة، وأن من شن هذا القصف هي فصائل معارضة تقاتل قوات النظام على محاور عدة.
مقتل 15 عسكريا
وتم الإعلان في وقت مبكر الأربعاء عن مقتل 15 عسكريا، بينهم ثمانية ضباط روس وسوريين ذوي رتب عالية، إثر استهداف المعارضة السورية مكان اجتماعهم الثلاثاء، في ريف اللاذقية شمال غربي سوريا، وفقا لمصادر في المعارضة السورية.
وقالت المصادر، إن "اجتماعا عسكريا رفيع المستوى، عقد مساء الثلاثاء في مكان (لم تسمه) يقع بين بلدة "سلمى" وقرية "دويركة"، من أجل تقييم الوضع وبحث الخطط الهجومية في المنطقة"، على حد تعبير المصادر.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن قوات المعارضة علمت بمكان الاجتماع، ونفذت هجوما استهدفه، مبينة أنه أسفر عن مقتل 15 عسكريا، بينهم أربعة ضباط روس برتب عالية، وأربعة آخرين من النظام السوري.
كما بيّنت أن أحد قتلى الضباط الروس، هو منسق العمليات العسكرية في جبل التركمان، واسمه الأول يوري، ويحمل رتبة فريق أول، أما بقية الضباط فيحملون رتب "عميد" أو "لواء".
وذكرت المصادر نفسها أن الضباط السوريين الذين قتلوا في الهجوم هم؛ العمداء "منذر" (دون ذكر اسمه الثاني)، و"علي جابر" و"علي عمران"، واللواء "عدنان" (دون ذكر اسمه الثاني).
سياسة التعتيم الروسية
وبحسب الجيش الروسي، فإن وجود المستشار العسكري و"الأسلحة الجديدة" يندرج في إطار الاتفاقات العسكرية بين روسيا وسوريا، في أسلوب تعتمده موسكو لعدم القول بأنها تنشر جنودا على الأرض دعما للقوات السورية.
ورسميا، تشن روسيا حملة غارات جوية بواسطة قاذفات ومقاتلات ومروحيات وصواريخ تطلق من بوارج أو غواصات في بحري قزوين والمتوسط من دون نشر قوات برية.
وصباح الأربعاء، كرر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من مسقط أن الجيش الروسي لن يوقف عملياته العسكرية قبل أن "نهزم فعليا التنظيمات الإرهابية".
وسبق أن قتل جنديان روسيان في سوريا. ففي 24 تشرين الثاني/ نوفمبر قضى طيار روسي بأيدي مقاتلين معارضين فيما كان يهبط بمظلته من مقاتلة أسقطها الطيران التركي قرب الحدود السورية. وتمكنت القوات السورية والروسية من استعادة رفيقه سالما. لكن جنديا روسيا آخر قتل خلال محاولة أولى لاستعادة الطيار المذكور.
وتشهد مناطق في ريف اللاذقية اشتباكات منذ أسابيع، بين قوات النظام السوري المدعومة بغطاء جوي روسي من جهة، وبين المعارضة السورية المعتدلة من جهة أخرى، أسفرت عن تقدم قوات النظام وسيطرتها على عدة قرى في جبل التركمان.