على وقع دعاية محلية واسعة، بدأ رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، زيارة إلى العاصمة الإثيوبية، أديس أبابا، الجمعة، في إطار مشاركته في القمة الأفريقية العادية السادسة والعشرين، في أجواء إشادة مسؤولين
مصريين بالتزام إثيوبيا بـ"إعلان المبادئ"، الذي وقعه السيسي مع الجانبين الإثيوبي والسوداني، دون أن يعرضه على البرلمان المصري، وتأكيدهم وصول العرض الفني إلى سد "النهضة".
وصرح سفير مصر لدى إثيوبيا، أبو بكر حفني، بأنه حتى هذه اللحظة لم تخرق أي من إثيوبيا أو السودان أو مصر اتفاقية إعلان المبادئ التي وقعها زعماء الدول الثلاث في الخرطوم في آذار/ مارس 2015.
وقال في تصريحات صحفية بأديس أبابا، الجمعة، إن إثيوبيا لم تخرق حتى هذه اللحظة اتفاقية إعلان المبادئ خاصة الفقرة الخامسة بعنوان "مبدأ التعاون في الملء الأول وإدارة السد"، التي تنص على الامتناع عن ملء خزان السد إلا بعد اتفاق الأطراف الثلاثة على أسلوب تشغيل السد.
ومن جهته، أعلن وزير الموارد المائية والري المصري، حسام مغازي أن الدول الثلاث تلقت العرض المقدم من الشركتين الفرنسيتين "بي آر إل" و"أرتليا" المسند لهما تنفيذ الدراسات الفنية بخصوص تأثيرات
سد النهضة على مصر والسودان، المتضمن لخطة عملهما سويا في تنفيذ الدراسات الفنية التي تحدد أضرار السد من عدمه، تنفيذا لتوصيات لجنة الخبراء الدوليين في تقريرها 2013.
ويتضمن العرض تنفيذ دراستين، الأولى تهتم بتحديد تأثيرات السد على التدفقات المائية التي تصل إلى مصر والسودان، علاوة على تأثيره على الطاقة الكهربية المولدة من السدود القائمة في البلدين، بينما تحدد الدراسة الثانية تأثيراته على النواحي البيئية والاقتصادية والاجتماعية للبلدين.
وأضاف المغازي في بيان له الجمعة، أن الخبراء الفنيين أعضاء اللجنة الثلاثية الوطنية في مصر يعكفون على دراسة ومراجعة العرض، تمهيدا لعقد اجتماع مشترك للجنة الوطنية الثلاثية للدول الثلاث لمناقشته بحضور ممثلي الشركتين، طبقا لخارطة الطريق المتفق عليها في الخرطوم مؤخرا، وفق تعبيره.
وأردف أن المرحلة الأولى من مفاوضات سد النهضة، ستنتهي بالتوقيع مع المكتبين الاستشاريين، وتبدأ بعدها المرحلة الثانية، متوقعا أن تستغرق الدراسة من 8 أشهر إلى 11 شهرا، قائلا: "ستكون لدينا دراسة مائية قبل نهاية عام 2016".
الخطاب المحلي: السيسي يطمئن المصريين
في المقابل، واصلت الصحف المصرية الصادرة السبت، الدعاية لزيارة السيسي إلى إثيوبيا.
ونشرت "الأهرام" تقريرا بعنوان "عودة مصرية قوية إلى إفريقيا ونجاحات متتالية بالقارة السمراء"، فيما أشارت "المصري اليوم" إلى ما اعتبرته "طمأنة السيسي للمصريين إلى عدم التفريط في حقوقنا المائية".
وبحسب مانشيت الصحيفة، فقد "طمأن الرئيس عبد الفتاح السيسي المصريين في ما يتعلق بسد النهضة، وحقوق مصر المائية. وقال: لن نفرط في حقوقنا، وسوف نبذل كل ما في جهدنا من أجل تأمين مياه النيل، وحقوقنا كاملة".
ونقلت "المصري اليوم" ذلك على لسان المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، علاء يوسف..
لكن صحفا أخرى ذكرت حقيقة تلك التصريحات، وهي أن يوسف قال في تصريحات صحفية بأديس أبابا، إن موقف مصر واضح بخصوص سد النهضة، القائم على عدم التفريط في حقوقها المائية.
وبحسب صحيفة "الدستور"، فقد استند يوسف في هذا الصدد إلى تصريحات السيسي في الفرافرة، في إطار استصلاح 1.5 مليون فدان، مشيرا إلى أن السيسي قال خلال الاحتفال بالمشروع: "لم أخذل المصريين من قبل حتى أخذلهم في ملف سد النهضة".
وأضاف يوسف أن رسالة القيادة السياسية في هذا الموضوع كانت واضحة تماما وهي: "لا تفريط في حقوق مصر المائية"، وفق قوله.
تمثيل غير لائق مع مرسي فقط
وتبدأ القمة الأفريقية السادسة والعشرون، في إثيوبيا، مساء السبت، وتعقد لمدة يومين، تحت شعار "2016.. عام حقوق الإنسان مع التركيز على حقوق المرأة".
ووصل السيسي للمشاركة فيها، بعد ظهر الجمعة إلى إثيوبيا، وكان في استقباله وزيرة الثقافة الإثيوبية، ومدير المراسم والبروتوكول بوزارة الخارجية الإثيوبية، وهو تمثيل مشابه للتمثيل الإثيوبي في استقبال الرئيس محمد مرسي لدى مشاركته في القمة الأفريقية إبان حكمه، وساعتها سخر الإعلام المصري مما اعتبره "مستوى تمثيل غير لائق في استقبال رئيس مصر".