عودنا موقع "
غوغل" أن يحتفي بالمناسبات المختلفة، بما في ذلك أعياد ميلاد المشاهير ممن قدموا للعلم أو للفن شيئا، وكانت واجهة "غوغل" يوم الجمعة مثيرة للانتباه، حيث كانت تحمل صورة رجل يتأمل قرن فلفل حار، وعندما تضع الماوس على الصورة تظهر معلومة تقول بأنه عيد الميلاد 151 لويلبت
سكوفيلي.
فمن هو ويلبت سكوفيلي وماذا قدم للبشرية؟
ولد سكوفيلي في أمريكا في تاريخ 22 كانون الثاني/ يناير، وعمل صيدلانيا، وكان مبدعا في تخصصه، ونشر عام 1895 كتابا في
الصيدلة اسمه "آرت أوف كومباوندنغ"، ويعني فن المركبات، نشر منه ثمانية إصدارات، وبقي حتى الستينيات مرجعا لطلاب الصيدلة، كما ألف كتابا في تركيب العطور، وحاضر سكوفيلي في كلية "ماساتشوستس" للصيدلة.
ويشير التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن أهم ما اشتهر به سكوفيلي أنه اخترع مقياسا لقياس
حرارة الفلفل عام 1922، ولا يزال هذا المقياس بعد ما يقارب المئة عام هو المستخدم ويحمل اسم سكوفيلي.
ويلفت الموقع إلى أنه بحسب مجلة "سميثسونيان"، فإن حرارة الفلفل تقاس بوحدات اسمها (Scoville Heat Units)، وتختصر (SHU)، ولو أردنا تعريبها تكون (وحدة سكوفيلي حرارية)، ويمكن أن نختصرها بـ(وسح). وكان سكوفيلي يبحت عن مادة تولد حرارة يستخدمها في المراهم التي يصنعها.
ولكن كيف تقاس حرارة الفلفل؟
الطريقة التي طورها سكوفيلي كانت بدائية، يقوم فيها بطحن الفلفل الجاف، ثم يخلطه بالكحول لاستخراج المادة الحارة، ثم يتذوقه عدد من الأشخاص، وتضاف إليه وحدات من الماء لتخفيف مفعول المادة التي تعطي الحرارة، وتتكرر عملية الذوق حتى تختفي حرارة الفلفل، فيكون عدد الوحدات المضافة يمثل حرارة الفلفل، فلو أضفنا 5 آلاف كأس ماء لتلغي حرارة الفلفل تكون حرارته 5 آلاف وحدة سكوفيلي حرارية.
ويورد التقرير أن هذا المقياس بقي حتى عصرنا هذا ولم يتغير، ولكن العلماء يستخدمون بعض المواد الكيماوية الكاشفة هذه الأيام لتحديد مدى حرارة الفلفل، خاصة أن استخدام المتذوقين في العادة ليس دقيقا، حيث تصاب مجسات الذوق لدى الإنسان بالإرهاق، ما قد يشعره بأن حرارة الفلفل اختفت قبل أن تختفي حقيقة.
وينقل الموقع عن أستاذ الزراعة في جامعة نيومكسيكو الدكتور بول بوسلاند، قوله: "طورنا على مدى السنوات نظاما، حيث نستخدم أسلوب الكروماتوغرافيا الفعال"، والكروماتوغرافيا هي عملية فصل كيماوية، حيث تستخدم كيماويات معينة لفصل الأجزاء التي تتحرك بسرعة مختلفة داخلها، وبهذه الطريقة يتم فصل شبه القلويات المسببة للحرارة عن بقية المواد، ويضرب هذا الرقم بـ 16 ليعطي مدى حرارة الفلفل بوحدات سكوفيلي الحرارية.
ويضيف بوسلاند أن العلماء بعد التعمق في دراسة الفلفل قسموا حرارة الفلفل إلى خمس صفات: 1) مقدار الحرارة 2) السرعة التي تبدأ فيها الحرارة بالظهور 3) هل تستمر أم تختفي بسرعة 4) موقع الإحساس بالحرارة (على رأس اللسان في آخر الحلقوم .. ألخ). 5) إن كانت الحرارة "حادة" أم "غير حادة".
ويختم "غوغل" تقريره بالقول إن "هذه التقسيمات تساعد في فهم ماذا تفضل الثقافات المختلفة في أطعمتها للحرارة، فمثلا يفضل الآسيويون طعم الحرارة الحادة، ولكنها تختفي بسرعة، وهي مثل الوخز بالإبر، بينما يفضل معظم الأمريكيين طعما أقل حدة، ولكن تبقى حرارته لفترة أطول".