قالت الكاتبة
الإسرائيلية شمريت مئير، إن اتهام موظف صغير في دائرة المفاوضات بمنظمة التحرير التي يرأسها صائب
عريقات بالجاسوسية لصالح إسرائيل على مدى 20 عاما، تشير إلى حالة الإحباط التي مردّها الفشل في تحقيق انتصارات دبلوماسية دوليا ضد إسرائيل.
وأشارت الكاتبة بمقالها في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، إلى أن "كشف
الجاسوس" يعكس إحباطا عميقا في قيادة السلطة الفلسطينية من نتائج الخطوة الاستراتيجية الأهم لمحمود
عباس، وهي نقل الصراع ضد إسرائيل من ميدان المعركة إلى الساحة الدولية.
وأوضحت أن الموظف كان "ضحية إحساس الإحباط عند السلطة، والسبب أن هناك حاجة لإيجاد أحد ما لاتهامه، ولأنه كالمعتاد لدى الفلسطينيين، لا يوجد أي احتمال في أن يرفع أصبع الاتهام إلى الأعلى".
وقالت إن الفلسطينيين يجدون صعوبة في مواجهة إسرائيل في الساحة الدبلوماسية والقانونية، التي لا يسيطرون فيها كفاية. فالعطف الأوروبي موجود بكثرة، ولكن صورة النصر الدبلوماسي ليست موجودة بعد.
وأضافت أن "القضية الفلسطينية توجد في أسفل سلم أولويات العالم العربي، الذي يحتاج إلى إسرائيل أكثر من أي وقت مضى، في صراعه مع محاولات التوسع الإيرانية".
وأشارت الكاتبة إلى أن التقدير الآخر يقول إن قصة الجاسوس بمكتب عريقات، هي جزء من الحرب الجارية خلف الكواليس بين الخلفاء المحتملين لعباس الثمانيني الذي لا يبدي أي بوادر تعب رغم سنه، وتستهدف إظهار عريقات بمظهر المتعاون مع إسرائيل استمرارا للشائعات التي تقول إن بينه وبين وزيرة الخارجية الأسبق تسيبي ليفني قصة غرام ساخنة.
وأشارت إلى أن عباس تبنى على ما يبدو طريقة "فرق تسد" التي كان ينتهجها عرفات؛ فهو يترك مسؤولي فتح الكبار يتقاتلون فيما بينهم، وهكذا يضمن مكانته.