نشرت صحيفة لوتون السويسرية تقريرا حول
موسوعة ويكيبيديا، بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لإطلاقها، عرضت فيها خمسة جوانب طريفة عن هذه الموسوعة لا يعرفها الكثيرون.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن ويكيبيديا يشبّهها الكثيرون بالشيخ الحكيم الذي يعرف إجابات كل الأسئلة.
هذه الموسوعة التي أطلقها في سنة 2001 رجل الأعمال الأمريكي جيمي ويلز، بالتعاون مع الفيلسوف لاري سينجر، واصلت اتساعها وتطورها واكتسبت شهرة كبيرة بفضل خاصياتها التفاعلية والتشاركية، وهي تتضمن اليوم أكثر من 36 مليون مقال، ويساهم فيها أكثر من 100 ألف كاتب يوميا.
كما أشارت الصحيفة إلى أن موسوعة ويكيبيديا تعد مصدرا موثوقا ومفضلا لاستسقاء الأخبار وفهم الظواهر، حيث إنها حلت ضمن المواقع العشرة الأولى على مستوى العالم، ابتداء من سنة 2007، ولكن العديد من جوانب هذه الموسوعة بقيت مجهولة لدى الناس.
وقد جمعت "لوتون" في هذا التقرير خمسة جوانب طريفة لا يعلمها الكثيرون عن ويكيبيديا، من بينها أن هذه الموسوعة مكنت العلماء والباحثين من التنبؤ بانتشار الأوبئة في الفترة الماضية، حيث ابتكرت مجموعة من العلماء في مختبر لوس ألموس الوطني، في المكسيك، طريقة عجيبة في سنة 2014 لتتبع أماكن ظهور الأوبئة وانتشارها، حيث تمكنوا من خلال إحصاء الكلمات المفتاحية التي بحث عنها المستخدمون في ويكيبيديا، من إنشاء خوارزميات تمكنهم من استباق تفشي هذه الأوبئة، عبر اكتشاف الأمراض التي يبحث الناس عن فهمها، ومعرفة كيفية التعامل معها في هذه الموسوعة.
وقد قام الباحثون الذين ابتكروا هذه الفكرة باختيار سبعة أمراض معدية، تهدد تسعة بلدان حول العالم، ثم اختاروا كلمتين مفتاحيتين للبحث عنها في مساحة جغرافية معينة، وقد مكنهم ذلك من تحديد المناطق التي يبحث سكانها كثيرا عن مرض معين، مثل حمى الضنك والإنفلونزا، وبالتالي مكنهم ذلك من استباق انتشار هذه الأوبئة بمدة بلغت 28 يوما، ومنذ ذلك الحين أصبحت ويكيبيديا وسيلة يستعملها الأطباء والباحثون لمراقبة الأمراض حول العالم.
وفي مقابل هذا الدور الإيجابي، أشارت الصحيفة إلى أن موسوعة ويكيبيديا تعرضت لعملية احتيال غير مسبوقة تم كشفها في صيف 2015، حيث أدت عمليات تحقيق داخلية في قسم اللغة الإنجليزية في للمؤسسة إلى إيقاف 381 حسابا تابعا لقراصنة إنترنت، بعد أن نجح هؤلاء القراصنة في الاستحواذ على صفحات قامت الشركة بحذفها في السابق بسبب التبليغات أو انتهاكها للقوانين، ثم قام هؤلاء القراصنة بالاتصال بالأشخاص والشركات المالكين لهذه الصفحات، وعرضوا عليهم دفع مبلغ مالي مقابل إعادة إطلاقها لتكون متوفرة للعموم في ويكيبيديا، وقد شملت عملية التحايل هذه حوالي مائتي صفحة.
كما أشارت الصحيفة إلى حادثة طريفة حدثت في سنة 2010، عندما هز خطأ ارتكبته موسوعة ويكيبيديا الأوساط الفنية في إنجلترا، حين قامت الموسوعة بالكشف عن سيناريو مسرحية كانت تجد رواجا كبيرا في ذلك الوقت، اسمها "الساحرة".
وذكرت الصحيفة أن هذه المسرحية المشوقة التي ألفتها الكاتبة المعروفة أغاثا كريستي، تدور أحداثها حول عمليات قتل ثم تحقيق في هوية المجرمين، وقد كانت عروضها تحظى بحضور كبير في مسارح لندن بسبب التشويق الكبير الذي تتميز به، ولكن ويكيبيديا ارتكبت خطأ قاتلا حين قامت بإفساد حبكة المسرحية في أحد مقالاتها، حيث كشفت عن مرتكبي الجرائم، وهو ما سبب صدمة لدى ماثيو ريتشارد، ابن أخ أغاثا كريستي والوريث الشرعي لحقوق ملكية المسرحية.
وقالت الصحيفة إن ويكيبيديا تعتبر من الشركات ذات الطابع الذكوري، التي لا تحظى فيها النساء بفرص متساوية، حيث إن ما بين 10 و15 في المئة فقط من المساهمين في هذه الموسوعة هم من النساء، بحسب ما كشفته دراسة تم إجراؤها بين سنتي 2011 و2013 تحت شعار "تجاوز الفروق بين الجنسين".
ونقلت الصحيفة عن فلورنس ديفوار، الرئيسة السابقة لشركة ويكيميديا المالكة للموسوعة، قولها: "أذكر أنني عندما وصلت لمقر عمل ويكيبيديا في سنة 2001، كنت المرأة الوحيدة في قسم اللغة الفرنسية في هذه الموسوعة، وقد حاولت الدخول إلى المنتديات الخاصة بالنساء من أجل جذبهن إلى الموسوعة وإثارة اهتمامهن ولكن جهودي قوبلت بالرفض، لأنهن كن غير مهتمات بالمواضيع ذات البعد التثقيفي".
ولمجابهة هذه الفجوة تعمل إدارة هذه الموسوعة منذ مدة على القيام بأنشطة دعائية كبيرة في صفوف النساء، وإدخال صفحات وأقسام أخرى على الموسوعة تتعلق بهوايات النساء من أجل جذبهن، بالإضافة لإتاحة الفرصة لهن للتدوين وتنسيق العمل الجماعي لكتابة المقالات في مجالات اهتمامهن.
كما ذكرت الصحيفة أن ويكيبيديا تعكف منذ مدة على مشروع طريف، يتمثل في إحصاء أنواع الجبنة الفرنسية، وينتظر أن ينتهي إعداد هذا المشروع بالكامل في كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2016. وتقوم الآن إدارة ويكيبيديا بإنجاز حصص تصوير شهرية في باريس، تركز أساسا على أنواع الجبنة التي يتم صنعها في الأرياف بالطرق التقليدية، فيما يتم إعطاء أقل أهمية للأجبان منزلية الصنع أو التجارية.