أعلن أنصار الرئيس المخلوع حسني
مبارك، عزمهم المشاركة في المظاهرات المتوقع تنظيمها في
مصر يوم
25 يناير الجاري في الذكرى الخامسة لثورة يناير؛ اعتراضا على الحكم ضد مبارك ونجليه في قضية "القصور الرئاسية".
وقضت محكمة النقض، أمس السبت، برفض الطعن المقدم للمرة الثانية من مبارك ونجليه في الحكم الصادر بحبسهم ثلاث سنوات في القضية، ما يعني تثبيت الأحكام الصادرة بحقهم بعد انتهاء كافة مراحل التقاضي في القضية.
وكانت محكمة الجنايات قد قضت في أيار/ مايو الماضي بالسجن المشدد ضد مبارك ونجليه ثلاث سنوات لكل منهم، وتغريمهم متضامنين 125 مليون جنيه، ورد 21 مليون جنيه بعد إدانتهم بالاستيلاء على نحو 125 مليون جنيه من المخصصات المالية للقصور الرئاسية.
"لصوص يقودهم رئيس واطي"
وشهدت قاعة المحكمة احتجاجات من أنصار مبارك الذين حضروا الجلسة ورفعوا صوره، وبعد النطق بالحكم رددوا هتافات ضد قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وتوعدوا بالتظاهر ضده.
وأمام مستشفى المعادي للقوات المسلحة، التي يتلقى مبارك العلاج فيها، تظاهر العشرات من أنصاره، ورددوا هتافات ضد السيسي، كما دعوا المواطنين إلى المشاركة في تظاهرات 25 يناير.
وأكد شهود عيان أن قوات الأمن سمحت لهم بالتظاهر، ولم تتعرض لهم، ولم تلق القبض على أحد منهم، في مخالفة واضحة لقانون التظاهر الذي تستند عليه الشرطة وتفض بموجبه أي تجمع معارض للنظام.
وقال العقيد "صبري ياسين"، وهو ضابط سابق في القوات المسلحة وأحد أنصار مبارك، عبر "فيسبوك": "مصر أصبحت وطنا يأكل أولاده الشرفاء، تحكمه عصابة عسكرية مجرمة، جميعهم من اللصوص والعملاء يقودهم رئيس واطي وابن عاهرة، انقلابي وخائن وقاتل ولص، وطن مليء بالراقصات العاهرات والمطبلاتية الأفاقين والقوادين، يرسم خارطته إعلام وضيع وحقير".
ووجه "ياسين" رسالة لمن أسماهم "الرمم عديمي الأصل قادة القوات المسلحة المصرية دلاديل الانقلابي العرص" قال فيها: "جميعكم كلاب سعرانة وجربانة، نسيتم أفضال قائدكم الأعلى وولي نعمتكم الزعيم العظيم مبارك، وسعيتم خلف المال الحرام، هرولتم كالنعاج خلف جربوع عرص انقلابي من أجل الرز القادم من ملك الوهابية الإرهابي وأمراء الخليج، حولتم جيشنا الوطني العظيم إلى جيش من المرتزقة والأرزقية والمخنثين".
وأضاف: "رضيتم أن تكونوا صبيانا للطفل المراهق محمد بن سلمان، يقودكم بالعصا، ويركل مؤخراتكم بشبشبه من أجل حفنة ريالات، ولذلك سيكون عقاب الله لكم شديدا، وأقسم لكم بالله أن القادم سيكون مريرا"!
آمال جمال مبارك تحطمت
وتعليقا على الحكم ضد مبارك، قال الكاتب الصحفي، عبدالله السناوي، إن رفض الطعن من الرئيس المخلوع يحمل عدة رسائل سياسية أهمها منع جمال مبارك من التفكير بممارسة العمل السياسي مجددا.
وأضاف السناوي، خلال مداخلة مع قناة "سي بي سي" أن جمال كانت لديه آمال بالعودة للمشهد السياسي مجددا، لكن آماله تحطمت بعد إدانته النهائية، مثلما حدث من قبل مع أحمد عز، أمين التنظيم السابق بالحزب الوطني.
وأكدت تقارير صحفية أن الحكم سيحرم مبارك من تشييع جثمانه بعد وفاته في جنازة عسكرية باعتباره رئيسا سابقا للبلاد، نظرا لإدانته في جريمة مخلة بالشرف.
ووفقا لقانون العقوبات المصري، فإن مبارك سيجبر على إعادة كل ما حصل عليه من نياشين أو أوسمة أثناء عمله بالقوات المسلحة ورئاسة الجمهورية.
كما سيتم حرمان نجليه علاء وجمال من مباشرة حقوقهم السياسية بالتصويت أو الانتخاب لمدة ستة أعوام.
انتصار دولة الجيش
وقال الناشط محمود محمد حجازي إن الحكم على مبارك هو بمثابة "نفير النصر" الذي حققه تيار "قتالين القتلى" المدعوم من السيسي على تيار دولة مبارك "الكلاسيكية" التي كانت لا تطمح في أكثر من أن تظل مصالحها الاقتصادية مصونة.
وأضاف حجازي: "اليوم هو إعلان فض للشراكة وانتهاء تحالف المصالح الذي تأسس لمواجهة ثورة يناير لانتهاء الغرض منه، الرسالة واضحة، الدولة كلها لنا، مفيش ولاءات قديمة هيسمحوا بيها، دولة الجيش كاملة بلا أنصاف حلول ولا مهادنات، رسالة إلى المتشككين في احتمالية عودة مبارك أو ابنه.. انسى"!
وأكد الباحث السياسي علاء بيومي أن الحكم يؤكد إطاحة العسكر الجدد بمبارك ونظامه، فكتب على "فيسبوك" يقول: "المماليك الجدد أطاحوا بشفيق وبمبارك وعنان، هم جيل جديد من العسكر يريد أن يحصل على فرصته، ويرى أنه غير مدين للكبار بشيء، المماليك الجدد ولاؤهم لأنفسهم قبل أي شيء".
وأكد الناشط هيثم محمدين أن "الحكم لا علاقة له بتحقيق مطلب ثوري، أو محاسبة مبارك ونظامه عن جرائمهم، هو خلاف بين الطبقة الحاكمة حول ترتيبات إعادة النظام والقضاء على الثورة".
وبينما رأى الأديب علاء الأسواني، أن الحكم على مبارك ونجليه، يعد انتصارا للثورة صنعه الشهداء بدمائهم، حتى لو حدث ذلك بسبب الصراع على السلطة؛ حيث أصبح مبارك وولداه جمال وعلاء أمام القانون ثلاثة لصوص.