قال محرر الشؤون الخارجية في مجلة بوليتيكو الأمريكية مايكل كرولر إن الولايات المتحدة خضعت للدكتاتور المصري عبد الفتاح
السيسي بالرغم من معارضتها لسياساته في بداية حكمه.
وأشار إلى أن طائرات الـ
F16 التي حلقت في سماء مصر في يوليو الماضي أمريكية وكانت قد وصلت للتو من الولايات المتحدة، قائلا إن صوتها هو "صوت خضوع باراك أوباما للدكتاتور".
وقارن سياسة أمريكا الحالية مع ما قاله أوباما في أعقاب مذبحة رابعة، حيث أكد في حينها أن الإدارة الأمريكية لن تواصل علاقتها مع مصر بالشكل نفسه، وأن الولايات المتحدة لابد أن تكون حذرة من أن يراها العالم على أنها "تدعم سياسات تتعارض مع المبادئ التي تؤمن بها".
كما علق على إرسال المعدات العسكرية إلى مصر، بما في ذلك طائرات هليكوبتر حربية وقذائف هاربون ومقاتلات F16، كما شكك في احتمال استمرار إرسال مساعدات عسكرية سنوية لمصر بقيمة 1.3 مليار دولار.
وسجل أن جدالا حادا داخل الإدارة الأمريكية، بلغ بأحد مستشاري أوباما إلى وصفه بأصعب النقاشات التي مروا بها حيث كان اختبارا مؤلما لمدى إمكانية تحقيق توازن بين القيم الأمريكية ومصالحها في عصر مكافحة الإرهاب.
وقد أحدث هذا النقاش انقساما داخل الإدارة الأمريكية بين الوزارات المختلفة، فعلى سبيل المثال أيد نائب مستشار الأمن القومي بين رودز وسامانثا باور التي تشغل الآن منصب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أن تكون المساعدات العسكرية مشروطة بتحقيق تقدم في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية، أما وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع آنذاك تشاك هيجيل ووزير الدفاع الحالي آشتون كارتر فأيدوا استمرار المساعدات، لأن توقيفها لن يغير في سلوك السيسي ولكنه سوف يجعل أمريكا تخسر حليفا يعد بمثابة حصن مضاد للتطرف الإسلامي في شرق أوسط متفجر.
ويقول ماثيو سبنس نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق لشؤون الشرق الأوسط: "كانت مصر من أكثر المواضيع التي قسمت البيت الأبيض ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع".
وقد حاول أوباما، على حد قول الكاتب، أن "يقلل من حدة الانقسام، وفي لقاءات ومحادثات هاتفية مع السيسي، حث أوباما وكيري السيسي على احترام حقوق الإنسان وفي الوقت نفسه مقاومة تنظيم الدولة في سوريا والعراق، ولكنه (السيسي) فشل في الأمرين كليهما".
ولكن في النهاية قام أوباما بإرسال المساعدات المالية والعسكرية التي تم تعليقها مسبقا، وهو بمثابة "استسلام" لمصر على حد قول مستشار سابق للرئيس أوباما.
وعلق مايكل بوسنر (مستشار وزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان والديمقراطية في بداية عهد أوباما)، قائلا إن تصريحات أوباما كانت تسبق عملية صنع السياسات، مما رفع سقف التوقعات أن هناك تغييرا محتملا في السياسة الخارجية الأمريكية.
ويضيف الكاتب أن إدارة أوباما منذ بداية حكمه منقسمة بشأن الوضع المصري، وقد تم عقد نقاشات عميقة حول كيفية دعم مصر وكيفية إعطاء أولوية لدعم الديمقراطية والتنمية والكرامة، وكانت سامانثا باور هي من اقترح إضافة "الكرامة" كأحد أولويات السياسة الخارجية الأمريكية.
ويشير الكاتب إلى أن باور ورودز كانا من المؤيدين لنشر القيم الأمريكية بشكل سلمي، أما وزير الدفاع روبرت جيتس وغيره من مستشاري الأمن القومي القدامى في فريق أوباما فكانوا ينظرون لأمثال باور ورودز على أنهم سذج. كما رأت هيلاري كلينتون أن أوباما ومستشاريه الصغار قد أخذتهم الحماسة عندما طلبوا من مبارك الرحيل وعندما احتفلوا برحيله.