كشف مصدر عسكري مطلع من داخل قاعدة
سبايكر، قرب تكريت في محافظة صلاح الدين
العراقية، عن مقتل العقيد مؤيد حمادي السبعاوي، المرشح لقيادة حشد نينوى، واثنين من زملائه، في هجوم شنه انتحاريون لتنظيم الدولة على القاعدة فجر الأحد، في حين تبادلت قيادات في الجيش العراقي والحشد الشعبي الاتهامات مع قيادات حشد نينوى حول الهجوم الذي استهدف معسكرا داخل القاعدة لتدريب متطوعي حشد نينوى ضمن البرنامج الأمريكي لتدريب المقاتلين السُنّة.
وأكد المصدر لـ"عربي21"، أنّ "الانتحاريين السبعة" تسللوا عبر "سور من الأسلاك الشائكة بالقرب من المعسكر الذي يضم متدربين من شرطة نينوى بحدود الثالثة فجر يوم الأحد، مستهدفين بالأسلحة الخفيفة المبنى الذي يتواجد فيه ضباط قيادة حشد نينوى وشرطتها".
وأضاف أنّ الهجوم أسفر عن مقتل "أكثر من عشرة أفراد، من بينهم العقيد مؤيد حمادي السبعاوي، المرشح لقيادة حشد نينوى".
وكانت مواقع إلكترونية موالية لتنظيم الدولة قد نشرت بيانا للتنظيم أوضح فيه قيام سبعة من مقاتليه بهجوم "انغماسي" على قاعدة سبايكر الجوية، وصلوا خلاله إلى مقر يتواجد فيه 1200 متدرب، وأن الهجوم استمر لأربع ساعات، وانتهى بتفجير أحزمتهم الناسفة، كما تحدثت مصادر إعلامية عن "مقتل 15 عسكريا عراقيا وإصابة 22 آخرين" استنادا لتصريحات منسوبة لقيادة شرطة محافظة صلاح الدين.
وبحسب صفحة "وكالة عين
الموصل الإخبارية" المؤيدة للجيش، على فيسبوك، فإن العقيد السبعاوي هو من مواليد الموصل عام 1967. ونشرت الصفحة صورة له وهو يرتدي زيا يحمل اسم الشرطة ووزارة الداخلية، كما كتب على الصورة "استشهد بتاريخ 3/1/2016"، دون توضيح الملابسات.
وكشف المصدر العسكري عن اتهامات تبادلتها قيادات
الحشد الشعبي والجيش العراقي من جهة، وقيادات حشد نينوى من جهة ثانية.
وتوجه قيادات الجيش والحشد الشعبي اتهامات لقيادة حشد نينوى "بالتواطؤ مع الانتحاريين الذين هم من عناصر شرطة نينوى، الذين بايعوا التنظيم سرا، وانضموا لمعسكر التدريب بعلم قيادة حشد نينوى"، حسب المصدر العسكري الذي قال، إنّ "قيادات في حشد نينوى واجهت تلك الاتهامات باتهام الحشد الشعبي بإدخال الانتحاريين لقطع الطريق أمام تشكيل قوة سُنيّة ستكون مصدر تهديد لمشروع الحشد الشعبي في السيطرة على كل العراق؛ تنفيذا لأجندات خارجية"، بحسب تعبير المصدر الذي قال لـ"عربي21" إنّه بذل جهودا لاحتواء الأزمة بين الطرفين، لكنّها باءت بالفشل.
وأوضح أنّ اشتباكات اندلعت لفترة قصيرة بين الطرفين "انتهت بعد تدخل جهات عليا وجهت أوامرها لقيادة الجيش في القاعدة للسيطرة على الموقف". ورفض المصدر تسمية تلك الجهات.
أما محمد الحديدي، شقيق أحد متطوعي حشد نينوى، النازح من مدينة الموصل إلى إقليم كردستان، فقال في اتصال مع "عربي21" إنه اطمأن هاتفيا على سلامة شقيقه المتواجد في معسكر تدريب حشد نينوى، ونقل عنه "خشيته ورفاقه من الاعتقال، أو القتل، على يد الحشد الشعبي الذي يبحث عن ذريعة للتخلص من عناصر حشد نينوى، رغم أنّهم كانوا هدف هجوم
تنظيم الدولة"، حسب قوله.
وأوضح الحديدي أنّ شقيقه "تطوّع للتدريب منذ خمسة أشهر ضمن قوة تحرير نينوى، حيث تلقى بعض التدريب في أحد المعسكرات قرب أربيل، عاصمة إقليم كردستان، قبل نقله إلى قاعدة سبايكر، حيث تلقى تدريبات على يد المستشارين الأمريكيين لمدة أسبوع واحد فقط، قبل أنْ يتمّ تسليمه ورفاقه لإشراف الجيش العراقي والحشد الشعبي".
ونقل عن شقيقه أنّ أوامر "صدرت قبل أكثر من شهر تقضي بنقلهم إلى مواقع وجبهات قتالية في محافظة نينوى، لكنّ هذه الأوامر لم يتم تنفيذها حتى الآن بعد خلافات مع قيادة الجيش العراقي الذين يريدون نقلهم للقتال في محافظة الأنبار، الأمر الذي يرفضه المتطوعون وقيادة حشد نينوى".
ويشكو متطوعو حشد نينوى من "مضايقات الحشد الشعبي لهم في معسكر التدريب، واتهامهم بأنهم مجرد أدوات أمريكية"، كما يقول محمد الحديدي نقلا عن شقيقه في قاعدة سبايكر الذي "يفكر هو ورفاق له بتقديم طلبات استقالة والعودة إلى إقليم كردستان بعد أن تبين لهم "عدم جدية الحكومة العراقية بتحرير الموصل، وهي مهمتها هي قبل غيرها"، بحسب تعبير محمد.