يرى تقرير نشره معهد واشطن للدراسات أن إعدام المملكة العربية
السعودية للمعارض الشيعي البارز
نمر النمر، لم يكن لأسباب داخلية فقط، إنما حمل "أيضا رسالة قوية مرتبطة بالسياسة الخارجية، مفادها أنه إذا لم تقف الولايات المتحدة في وجه إيران، فإن الرياض ستفعل ذلك بنفسها".
ويشير التقرير الذي كتبه باتريك كلاوسون، إلى تراجع إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في الآونة الأخيرة عن ردّها المقرر على التجارب الصاروخية الإيرانية، "بإلغائها عقوبات إضافية تسربت تفاصيلها إلى الصحافة".
وقال إنه "بدلا من أن تفرض قيودا جديدة، أجرت واشنطن محادثات مكثفة مع طهران، وفقا لما جاء في وسائل الإعلام الإيرانية وما ذكره كبار المشرعين الأمريكيين الذين تم إطلاعهم على الأمر من مسؤولي الإدارة الأمريكية. وفي الوقت نفسه، زادت إيران من تفاقم الأمور بإجرائها اختبارات صاروخية استفزازية في ممر ملاحة مزدحم لا يبعد كثيرا عن حاملة طائرات أمريكية".
ويبين المعهد أن "التراجع الملحوظ في فرض العقوبات يأتي في أعقاب التصريحات الكثيرة التي كانت الإدارة الأمريكية قد أدلت بها خلال المحادثات حول الاتفاق النووي الإيراني، التي أكّدت فيها أنّ الولايات المتحدة، وفقا لما قاله الرئيس أوباما: "ستعمل بحزمٍ مع حلفائنا وأصدقائنا للحد من الأنشطة المزعزعة للاستقرار التي شاركت فيها إيران، على أمل وقفها في مرحلة ما".
وقال كلاوسون إنه "إذا أرادت واشنطن من الرياض اتّباع نصيحتها، سيتوجب عليها أن تثبت أنها تقدم بديلا أفضل. ويعني ذلك اتخاذ إجراءات واضحة لمعارضة التدخل الإقليمي الإيراني. وبالتالي، ستشكل المناقشات المقررة حول تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 اختبارا هاما".
وأضاف أنه "خلال المحادثات حول
سوريا في تشرين الأول/ أكتوبر، تأججت الشكوك السعودية بشأن سياسة الولايات المتحدة؛ بسبب التراجع الواضح لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن مطالبة الولايات المتحدة بتنحّي الرئيس السوري بشار الأسد".
وأوضح أنه "في تلك المحادثات، كانت الرياض، وليست الولايات المتحدة، هي من اتخذ الموقف الأشد وطأة إزاء الأسد والتدخل الإيراني في سوريا، الأمر الذي أثار استياء كيري بشكل واضح. ونتيجة لذلك، فإن دعم الولايات المتحدة القوي للمعارضة السورية، ورفض القبول بوعود النظام الغامضة بالإصلاح، سيكون له وقع كبير في طمأنة الدول الملكية الخليجية بأن واشنطن تعني ما قالته حول التصدي لأنشطة إيران المزعزعة للاستقرار".
وقال إنه "إذا استمرت الإدارة الأمريكية في الضغط على المملكة العربية السعودية بشأن مسألة إعدام النمر وغيرها من القضايا، بينما لا تقوم بالكثير بدورها لمواجهة الاستفزازات الإيرانية، فلن يؤدي ذلك سوى إلى تعزيز مخاوف الرياض من أن الولايات المتحدة ترى في طهران حليفا رئيسيا محتملا لها في المنطقة".
وأوضح أنه "سيؤدي ذلك إلى زيادة تحفيز السعوديين للعمل بشكل حثيث وحدهم، كما فعلوا في اليمن. وبعبارة أخرى، تكمن أفضل طريقة لضمان استقرار الوضع في إظهار إدارة أوباما مهاراتها القيادية عبر الرد على العدوان الإيراني، وإلاّ ستعمل الدول الملكية في الخليج بمفردها على نحو متزايد، وسيكون ذلك على الأرجح بطرق تعتبرها الولايات المتحدة غير مفيدة".