تنظيم الدولة يواصل هجومه على المرافئ النفطية في ليبيا

تستمر المواجهات في شمال ليبيا الثلاثاء، لليوم الثاني على التوالي، بين تنظيم الدولة والقوات الليبية بالقرب من المرافئ النفطية الرئيسية.

وتقع مرافئ السدرة ورأس لانوف والبريقة في منطقة "الهلال النفطي" على الساحل، وهي الأهم في البلاد وأساسية لتصدير النفط الليبي.

ويشن تنظيم الدولة منذ الاثنين هجوما على منشآت نفطية هامة في السدرة ورأس لانوف بشمال ليبيا. وهو يحاول منذ أسابيع التقدم نحو الشرق انطلاقا من سرت لبلوغ منطقة "الهلال النفطية"، حيث تقع أهم موانئ تصدير النفط الليبي.

وانتهز التنظيم فرصة انتشار الفوضى في ليبيا منذ إعلان خليفة حفتر لعملية الكرامة ليتمركز في البلاد. وهو يسيطر منذ حزيران/ يونيو على جزء كبير من مدينة سرت الواقعة إلى الغرب من "الهلال النفطي".

ويضغط المجتمع الدولي الذي يشعر بالقلق من صعود التنظيم، على مختلف الأطراف الليبية للتفاهم وتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وقالت وكالة الأنباء الليبية التابعة لمجلس نواب طبرق المنحل إن "أحد خزانات النفط الخام أصيب الثلاثاء؛ إثر تجدد الاشتباكات بالقرب من منطقة السدرة النفطية".

وقال المستشار الإعلامي في المؤسسة الوطنية للنفط محمد المنفي لفرانس برس: "فقدنا خزانا بالكامل، واحترق ما به من مخزون يعادل 420 ألف برميل". وأضاف أن "خزانا آخر أصيب إصابة طفيفة، وهو الآن تحت السيطرة".

وكانت النيران اشتعلت الاثنين في خزان نفط آخر في منطقة رأس لانوف، لكن فرق الإطفاء لم تتمكن من إخماد الحريق.

وقال الناطق الرسمي باسم حرس المنشآت النفطية لوكالة فرانس برس إن "المعارك تواصلت اليوم بين حرس المنشآت وعناصر تنظيم داعش مع مشاركة الطيران".

وأضاف أن "الاشتباكات تركزت جنوب غرب منطقة السدرة على مسافة 20 كلم"، مؤكدا: "لدينا سبعة شهداء والاشتباكات مستمرة".

وكان العقيد في القوات الموالية لمجلس نواب طبرق المنحل بشير بوظفيرة صرح الاثنين لفرانس برس قائلا: "تعرضنا صباح اليوم لهجوم من قبل داعش بعشرات السيارات المسلحة في محاولة للتوغل من ناحية بوابة سدرة بعملية انتحارية" بواسطة سيارة مفخخة.

من جهته، قال عقيد في سلاح الجو في قاعدة مصراته لفرانس برس -طالبا عدم ذكر اسمه- إن "طائرات حربية شنت غارات من الصباح حتى المساء" على مواقع لجهاديي تنظيم الدولة.

طلب مساعدة 

وتسيطر على قاعدة مصراتة السلطات التي تتخذ من طرابلس مقرا لها والقريبة من تحالف قوات فجر ليبيا.

ودعت المؤسسة الوطنية للنفط في بيان الاثنين الحكومة المتمركزة في شرق ليبيا إلى مساعدة حراس المنشآت النفطية؛ عبر مدهم بالأسلحة والذخائر والعتاد.

من جهته، أعلن تنظيم الدولة الاثنين أن عناصره شنوا "هجوما واسعا على منطقة السدرة؛ لتندلع اشتباكات عنيفة مع أعداء الله، تمكن خلالها الأخ الاستشهادي أبو معاذ القرعاني (...) من تفجير سيارته وسط جموع المرتدين".

وذكر التنظيم أن هجومه يأتي بعد سيطرته "بالكامل" على بلدة بن جواد الواقعة على بعد 600 كلم شرق طرابلس وعلى بعد نحو 145 كلم شرق مدينة سرت الخاضعة لسيطرة التنظيم منذ حزيران/ يونيو الماضي، وهو ما لم يكن بالإمكان التأكد منه من مصادر عسكرية أو رسمية ليبية.

وقال لودوفيكو كارلينو المحلل في مكتب الاستشارات "آي اتش اس كانتري ريسك" إن هجمات التنظيم الجهادي جزء من "استراتيجية معلنة لعزل والتحكم بممتلكات ليبيا من الطاقة".

من جهته، قال ماتيا توالدو الباحث في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية إن الجهاديين يهاجمون المواقع النفطية منذ عام، لكن لا يسيطرون على أي منها.

وأضاف أنهم اذا نجحوا في ذلك "فمن غير المؤكد أن يتمكنوا من بيع النفط" بسبب المنافسة مع المهربين المحليين.

ويلحظ اتفاق وقع في مدينة الصخيرات في المغرب بعد أشهر من المفاوضات الشاقة برعاية الأمم المتحدة، تشكيل حكومة وحدة وطنية يكون مقرها طرابلس. لكن رئيسي البرلمانين المتنافسين في طرابلس وطبرق يرفضان الاتفاق.

وصادقت الأمم المتحدة في نهاية كانون الأول/ ديسمبر على الاتفاق، لكن ما زال يترتب على الحكومة الجديدة الحصول على ثقة البرلمان في الشرق الذي يعارض رئيسه الاتفاق.

وتملك ليبيا احتياطات نفطية هي الأكبر في أفريقيا وتقدير بـ48 مليار برميل. وقدر إنتاجها بـ1,6 مليون برميل يوميا في 2011، لكنه تراجع منذ ذلك الحين.