قالت صحيفة "ديلي ميل"، إن المسؤولين الأمنيين يحاولون التعرف على هوية من أطلقوا عليه "
الجهادي جون الجديد"، الذي يعتقدون أنه حل محل محمد إموازي، الذي قتل في غارة جوية في الرقة العام الماضي، وظل وجه "الجزار" لتنظيم الدولة.
ويشير التقرير إلى أن الوجه الجديد يتحدث بلغة إنجليزية. ويعتقد المسؤولون الأمنيون أن الولد للذي ظهر لا يتجاوز الخامسة من عمره، وربما كان ابن إحدى العائلات البريطانية الكثيرة التي تركت
بريطانيا وانضمت للتنظيم.
وتورد الصحيفة أن ظهور الولد جاء في الشريط الأخير الذي أعلن فيه التنظيم عن إعدام خمسة "مرتدين" كلهم من الرقة، متهمين بالتجسس على "الدولة"، لافتة إلى أن جون الجهادي يتحدث بلغة إنجليزية صافية، وقد هدد رئيس الوزراء ديفيد
كاميرون، الذي أرسل الطائرات البريطانية لضرب مواقع التنظيم، وقال إن "أولادكم سيدفعون ثمن الغارات الجوية".
ويلفت التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، إلى أن جون الجهادي قال بلهجة متبجحة إن كاميرون معتوه لتحديه
تنظيم الدولة، وقال: "كم هو غريب أن يقوم زعيم جزيرة صغيرة بتهديدنا بحفنة من الطائرات". وأضاف أنه كان على كاميرون التعلم من دروس سيده البائس في البيت الأبيض، الذي شن هجوما على التنظيم.
وتذكر الصحيفة أن جون الجديد ظهر في الزي ذاته، حيث كان يلبس قناعا أسود وزيا عسكريا، ووجه حديثه للمجندين الجدد، "الذين يرغبون بمواصلة القتال تحت راية كاميرون وبحد أدنى من الرواتب". وفي نهاية الشريط يطلق كل مقاتل النار على الرجل الذي يرتدي الزي البرتقالي من مسافة قريبة، وبعدها يظهر الولد على خلفية في الصحراء.
وبحسب التقرير، فإن المسؤولين الأمنيين يعتقدون أن عملية القتل الجماعي هي جزء من حملة ملاحقة لمن ساعدوا الغرب على قتل المتحدث باسم التنظيم في أشرطة البروباغندا، وقدموا معلومات عن تحركاته، التي أدت إلى قتله في غارة جوية. وقبل قتلهم قدم كل ضحية اسمه وجرمه، ولم يتم التأكد بعد من هوياتهم، ومنهم عمر حمود جعفر (30 عاما) من الرقة، الذي قال إنه قدم معلومات حول جغرافية المدينة، وآخر اسمه أبو محمد عبد الغني (26 عاما) من الرقة، واعترف بالقيام بمهام تجسسية. وقبل مهيار محمود عثمان (31 عاما) بـ300 دولار أمريكي لفتح مقهى إنترنت. واعترف هائل مروان عبد الرزاق (40 عاما) بالتقاط صور لنشاطات عسكرية قام بها التنظيم.
وتبين الصحيفة أن محللين للأصوات يرون أن الولد الذي ظهر نهاية الشريط ربما كان ينتمي لعائلة آسيوية، ولكنه ولد في بريطانيا، ولهجته تشبه لهجة جنوب إنجلترا، مشيرة إلى أنه جزء من 800 بريطاني سافروا إلى
العراق وسوريا.
ويقول التقرير إن أعدادا متزايدة من البريطانيين يتركون بريطانيا سرا، بعد تعرضهم لغسيل دماغ عبر دعاية التنظيم، حيث يقال لهم إنهم سيعيشون حياة جيدة في الرقة، وإن حياة أولادهم مضمونة وتعليمهم كذلك، وقد تم إغراؤهم ببيوت مزودة بآخر مستحدثات التكنولوجيا ومطابخ فيها ثلاجات وغسالات جديدة. وقيل للراغبين بالهجرة إلى "الدولة" إنهم سيحصلون على علاوات عن كل طفل جديد يولد.
وتختم "ديلي ميل" تقريرها بالإشارة إلى أنه بحسب موقع متعاطف مع تنظيم الدولة، فإن التنظيم يقول للمجندين: "حاجاتكم الأساسية كلها متوفرة، وما عليكم إلا إحضار عائلاتكم والقتال وبالكم مرتاح".. مستدركة بأن الواقع غير ذلك، حيث يتم أخذ الأولاد من عائلاتهم في معاقل الدولة، وتعليمهم من جديد، وتلقينهم أفكار التنظيم المتطرفة.