دافع رئيس الوزراء اللبناني السابق،
سعد الحريري عن أحكام الإعدام التي نفذتها
السعودية في حق 47 شخصا، بينهم أحد شيوخ الشيعة في السعودية نمر النمر، مهاجما "
حزب الله"، ومنددا باعتداء
الإيرانيين على السفارة السعودية.
وقال الحريري في بيان، الأحد، إن "حزب الله" يتصرف وكأنه مسؤول عن كل أبناء الطائفة الشيعية في العالم، وبأنه يمشي على خطى إيران، و"ينطلق من مرجعية سياسية زائفة، لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة".
واعتبر رئيس الوزراء اللبناني السابق حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام التي صدرت عن القضاء السعودي بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، "هو وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية"، داعيا بعض قيادات الطائفة الشيعية في لبنان للتعاون على رفض، ما أسماه، العمل الجاري لتأجيج المشاعر وإثارة النفوس، وطالب بالتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة "وحماية الاستقرار الداخلي".
واستنكر ما وصفه بـ"العاصفة الهوجاء" التي شنتها مواقع إيرانية استهدفت المملكة السعودية على خلفية الأحكام القضائية التي أصدرتها في 47 شخصا، حكم عليهم بجرائم الإرهاب والتحريض على أعمال العنف والتطرف.
وشجب تحامل حزب الله على السعودية ومشاركتها في تلك "العاصفة الهوجاء الإيرانية"، واصفا الأساليب التي اتبعها بـ"المرفوضة والمقيتة".
وأكد الحرير في بيانه أن "الكلام عن الاستبداد والقهر والإرهاب والقتل والإجرام والإعدام وشراء الذمم، والكلام عن التدمير والتهجير والتشريد وتعطيل الحوار وارتكاب المجازر والتدخل في شؤون الآخرين، والكلام عن الإيغال في الفتن وتعميم ثقافة السب والشتائم وإقصاء المعارضين ورفض الآخر، واجتثاث الأحزاب والجمعيات ورجال الدين وتهديم بيوتهم ومقارهم فوق رؤوسهم"، هي صفات "تنطبق قولا وفعلا وممارسة وسلوكا على الحالة التي يمثلها النظام الإيراني ومشروع التمدد الإيراني على حساب العرب ودولهم ومجتمعاتهم".
وأشار الحريري إلى أن مرجعية حزب الله التي يتبع فيها إيران، هي مرجعية سياسية زائفة "لإسقاط حدود السيادة الوطنية للدول القريبة والبعيدة، ويعطي نفسه حقوقا غير منطقية للتدخل في شؤونها والاعتراض على قراراتها والإساءة لقياداتها، وإشهار سيوف التهديد والوعيد في وجهها" على حد تعبير البيان
ولفت إلى أن "الخلفيات المذهبية هي التي تتحكم بسلوك إيران ومن معها، الذي أصبح علامة فارقة من علامات التوتر وإثارة النعرات في غير مكان من العالم العربي".
ونبه رئيس الوزراء اللبناني السابق إلى أن حصر ردة الفعل على أحكام الإعدام فقط بالحكم الخاص بالشيخ نمر النمر، دون أن يشمل 46 مدانا آخر لقوا المصير نفسه، هو "وجه من وجوه التلاعب على الغرائز المذهبية، ومحاولة متعمدة لإعطاء تلك الأحكام أبعادا خلافية عقائدية".
وشدد على حق المملكة في تنفيذ أحكام قضائها على أحد مواطنيها السعوديين، مشيرا بالمقابل إلى "عشرات التجارب في نصب المشانق بحق الأبرياء وإزهاق أرواح المعترضين على ولاية الفقيه، وإهدار دماء الآلاف من أبناء الشعب الإيراني المشردين في مشارق الأرض ومغاربها."
وجدد الحريري، في البيان، رفضه للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الشقيقة والتطاول على كرامات الأشقاء وقياداتهم ورموزهم، وقال إنها "مسألة مرفوضة وغير مقبولة للمرة الألف، لأنها مسألة لا وظيفة لها سوى الإساءة للدول الشقيقة التي لم تتخل عن لبنان يوما".
أكد الحريري مناصرته للسعودية وحقها في تنفيذ أحكامها التي لن "تتعارض مع المصلحة الإسلامية والعربية"، آملا أن تبقى المملكة "على عهودها بمساعدة لبنان والمحافظة على وحدته الوطنية، مهما تعالت حملات التحريض ضدها."
ودعا إلى "عدم الانجرار للسجالات المذهبية، والذهاب إلى حيث تريد بعض الأصوات والأبواق من النفخ في رماد العصبيات والفتن"، مشددا على أن معظم المزاعم الباطلة بحق المملكة السعودية التي تطلقها إيران، تنطبق حرفيا على ممارسات النظام السوري بحق شعبه.
وأوضح الحريري أن التصرف الإيراني مع أبناء الطائفة الشيعية في العالم العربي، واعتبارهم "رعايا إيرانيين في دولها" بات يمثل "الخلل الأكبر الذي يهدد العالم الإسلامي، ويحرك عوامل الفتن في غير مكان ومناسبة".
وحذر من مخطط إيران لتصدير الثورة وإقامة ولاية الفقيه كمرجعية سياسية ودينية، داعيا إيران للتوقف عن تصدير هذه "المرجعية" إلى البلدان المجاورة لما يترتب عليه من "نزاعات وحروب وانقسامات طائفية".
وطالب من قيادات الطائفة الشيعية في لبنان "بالتعاون على رفض العمل الجاري لتأجيج المشاعر وإثارة النفوس، والتزام الحكمة في مقاربة التحديات الماثلة وحماية الاستقرار الداخلي، الذي يجب أن يتقدم على كل الولاءات".