نشرت صحيفة "لوفيف" البلجيكية، تقريرا حول
جوازات السفر المزورة، التي يتم استخراجها في مناطق سيطرة
تنظيم الدولة، والتي يستعملها بعض اللاجئين لدخول الدول الأوروبية، ما أثار مخاوف أمنية كبيرة في هذه الدول.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن خبراء مكافحة "الإرهاب" في
أوروبا؛ حذروا الدول الأوروبية من جوازات السفر المزورة، التي يعتمد عليها تنظيم الدولة لتسهيل تسلل عناصره إلى داخل هذه الدول، بهدف تنفيذ عمليات "إرهابية" على غرار هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر.
وذكرت أن المخاوف من دخول عناصر تنظيم الدولة عبر الحدود الأوروبية؛ ظهرت في الخطابات الرسمية للمسؤولين الأوروبيين، حيث دعا وزير الخارجية الفرنسي برنار كازانوف، في بداية الأسبوع الجاري، مسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، إلى ضرورة اتخاذ إجراءات في ما يتعلق بجوازات السفر المزورة "التي يصعب التفطن لها".
وأضافت الصحيفة أن تنظيم الدولة يمتلك عددا كبيرا من جوازات السفر، التي استولى عليها من الجنود التابعين لنظام بشار الأسد أحيانا، وفي أحيان أخرى من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى صفوفه قادمين من دول أوروبية عديدة، ما يمكن أن يهدد استقرار الدول الأوروبية؛ إذا حاول تنظيم الدولة استغلال هذه الجوازات للتسلل إلى إحدى هذه الدول.
واعتبرت أن استعمال أحد جوازات السفر المزورة من طرف مجموعات إرهابية لاختراق الحدود الأوروبية "يبقى واردا، خاصة وأن المعطيات المتوفرة حول هجمات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر؛ تشير إلى وجود عناصر قاموا باستغلال جوازات سفر مزورة لتسهيل تحركاتهم".
وفي السياق ذاته؛ ذكرت الصحيفة أن الوحدات الأمنية الفرنسية عثرت في تشرين الثاني/ نوفمبر على جوازي سفر باسمي "أحمد محمد" و"محمد محمود"، بالقرب من جثة الانتحاريين في منطقة سانت دوني بفرنسا، ما يؤكد الشكوك حول دور جوازات السفر المزورة في تسلل العناصر "الإرهابية" للدول الأوروبية.
وأضافت أن التحقيقات التي قامت بها السلطات الفرنسية حول هوية منفذي هجمات باريس؛ رجحت أن جواز السفر الذي عثر عليه باسم "أحمد محمد"؛ يعود لأحد الجنود السوريين الذين قتلوا خلال المعارك بين تنظيم الدولة والقوات السورية في الرقة أو دير الزور.
وأشارت إلى أن منفذي هجمات باريس استظهرا بجوازي سفر "أحمد محمد" و"محمد محمود"، عند دخولهما الأراضي الأوروبية عبر الحدود اليونانية في الثالث من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ما سهل تحركاتهما بين الدول الأوروبية.
واعتبرت الصحيفة أن عملية تدفق اللاجئين على الحدود اليونانية؛ سمحت للعناصر الموصوفين بـ"الإرهابيين" بالتسلل إلى الدول الأوروبية، حيث انتقل المتهمان الرئيسان في هجمات باريس من اليونان إلى مقدونيا، ثم من صربيا وصولا إلى كرواتيا، مستغلين حالة الانفلات الأمني على حدود بعض الدول الأوروبية.
ونقلت عن أحد المسؤولين الأمنيين في فرنسا (من غير أن تسمّيه) قوله إن التنسيق بين الدول الأوروبية في ما يتعلق بمراقبة الحدود في ظل اتفاقية شينغن لحرية الحركة؛ كان "شبه منعدم"، مشيرة إلى أنه "لا يمكن مواجهة عمليات التسلل غير القانونية بطريقة ناجعة، رغم الجهود الفردية التي تقوم بها الوحدات الأمنية للدول الأوروبية".
ولفتت الصحيفة إلى أن السلطات التشيكية ألقت القبض في الفترة الأخيرة على الفرنسي المدعو "أبا حفصة"، أحد أبرز العناصر الذين يقودون حملة الدعاية لتنظيم الدولة على مواقع التواصل الاجتماعي، أثناء تواجده في العاصمة التشيكية براغ.
وأضافت أن عناصر الشرطة عثروا على جواز سفر سويدي في حوزة "أبي حفصة"، حصل عليه من أحد العناصر الذين انضموا حديثا للقتال في سوريا.
وأوضحت أن التحقيقات الأمنية التي قامت بها السلطات الفرنسية، أشارت إلى وجود علاقة بين العنصر الذي اعتقلته السلطات التشيكية، وبين عبدالحميد أباعود، العقل المدبر لهجمات باريس، حيث إن من المرجح أن تكون هناك اتصالات بين أباعود و"أبي حفصة" منذ مغادرة هذا الأخير لفرنسا في تشرين الأول/ أكتوبر 2012 متوجها للقتال في سوريا.
وذكرت أن الأجهزة الأمنية الأوروبية أصبحت غير قادرة على مراقبة تحركات العناصر "الإرهابية" على الحدود الأوروبية بطريقة ناجعة، "حيث إن من الممكن أن يكون عبدالحميد أباعود قد تسلل إلى فرنسا باستعمال وثائق هوية مزورة".
وفي الختام؛ حذرت الصحيفة من أن عدم القدرة على مراقبة تحركات قائد بارز في تنظيم الدولة مثل عبدالحميد أباعود، الذي يضطلع بمهمة التخطيط والتدريب والتجنيد؛ يشكل مؤشرا على ضعف الإجراءات الأمنية، وينذر بإمكانية تسلل عناصر "إرهابيين" آخرين، عبر الثغرات التي لا تزال موجودة في أنظمة مراقبة الحدود الأوروبية.