أثارت الانسحابات السريعة لتنظيم الدولة من المدن التي يسيطر عليها فور دخول القوات الأمريكية على خط المعارك، تساؤلات على مواقع التواصل الاجتماعي حول أسباب صمود التنظيم أمام المليشيات الشيعية وخسارته أمام الضربات الأمريكية.
وخسر
تنظيم الدولة الثلاثاء مدينة الرمادي مركز محافظة الأنبار
العراقية، بعد معارك عنيفة خاضها مع قوات عراقية وتجمعات مسلحة من عشائر الأنبار التي تلقت تدريبا على يد القوات العراقية طوال الشهور الماضية.
وقال نشطاء على مواقع التواصل إن الانسحاب الأخير للتنظيم من الرمادي أعاد إلى الذاكرة ما وقع في معركة تكريت، من صمود تنظيم الدولة لأسابيع على الرغم من مشاركة فيلق القدس والمليشيات الشيعية المرتبطة بإيران وقصفه بشتى أنواع الصواريخ والقذائف، لكنه حافظ على مركز المدينة والعديد من مواقعه حولها.
صمود وتهاو
لكنهم أشاروا إلى حدوث تراجع مفاجئ وخسارة سريعة من قبل التنظيم للمدينة فور مشاركة قوات التحالف التي طلبت عبر رئيس أركان الجيش الأمريكي الجنرال مارتن ديمبسي، من حكومة بغداد خلال معارك تكريت، سحب مليشيات الحشد الشعبي من المعركة، وبدء التحالف عمليات القصف.
ومن ذلك أيضا، انسحاب التنظيم من مدينة عين العرب (كوباني) بعد التوغل فيها والسيطرة على أغلب أحيائها وفشل وحدات حماية الشعب الكردي في الدفاع عنها، لولا تدخل قوات
التحالف الدولي وإسناد قوات من البيشمركة، ما غير الموازين ودفع التنظيم للانسحاب.
وقال مشارك باسم "رزاق جمعة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": "تنظيم الدولة غير قادر على مجابهة طيران التحالف. إذا قرر المشاركة في المعركة فالتنظيم يملك مقومات الصمود أمام المليشيات فقط وليس أمام الطيران".
فيما غرد مشارك آخر باسم "فتى الأنبار" على "تويتر"، قائلا: "أمريكا تترك تنظيم الدولة يعمل بحرية طالما هو يستمر بالتناوش مع إيران، وفي اللحظة التي تحقق فيها أهدافها ببندقية التنظيم تقوم بالتخلص منه ودفعه إلى مكان آخر لتحقيق أهداف أخرى".
وأرجع معلق على "فيسبوك" باسم "جاسم صقر" خسارة التنظيم أمام التحالف وصموده أمام المليشيات "بعدم وجود طيران فعال ومؤثر مع المليشيات.. إيران لا تملك طائرات في الأجواء العراقية مثل التحالف. التقدم على الأرض دون إسناد جوي لا يكفي".
وعلى غرار معركة تكريت في أيامها الأخيرة، فإن معركة الرمادي شهدت تحييدا لمليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانيا عن المشاركة في المعركة بطلب أمريكي، وهذا ما أكده المتحدث باسم قوات عشائر الأنبار، غسان العيثاوي.
رفض للحشد الشعبي
وأوضح العيثاوي لمواقع عراقية أن الرمادي "تحررت" بجهد عسكري رسمي للجيش وعشائر الأنبار، وبدعم جوي من مقاتلات التحالف الدولي بقيادة أمريكية.
بدوره، قال المحلل السياسي العراقي يحيى الكبيسي، في لقاء مصور تداوله نشطاء على مواقع التواصل، إن القوات الأمريكية "تؤسس لنموذج في معركة الرمادي، وهو مشاركة قوات رسمية هي الجيش ومشاركة قوات محلية من أبناء المنطقة، وعدم مشاركة المليشيات مطلقا في المعركة".
وهذا ما أكده الناطق باسم قوات التحالف، ستيف وارن، في تصريحات الثلاثاء، عقب السيطرة على الرمادي، من أنه "لا وجود للمليشيات الشيعية في المعركة، ومن شارك هم فقط الجيش العراقي بالإضافة لأبناء عشائر الأنبار".
واللافت في المعارك التي يخوضها الحشد الشعبي ويفشل في حسمها وتتولاها القوات الأمريكية لإنهائها، هو قلة عدد الجثث في أرض المعركة، وكمية الذخائر القليلة التي يتم السيطرة عليها، ما يدل بحسب مراقبين على انسحاب كبير ينفذه التنظيم للتقليل من
خسائره.
معركة بلا جثث
وتساءلت صفحة على موقع "فيسبوك" تحمل اسم "شباب الأنبار الواعي": "أين جثث الدواعش التي سقطت في المعركة بالمقارنة مع حجم الدمار الذي لحق في المدينة نتيجة القصف؟".
وأضافت أن "أغلب الأسرى أناس أبرياء، فلماذا سمحوا للدواعش بالهروب إلى جزيرة الخالدية؟".
ويبقى السؤال الأهم الذي يطرحه معلّقون على مواقع التواصل، هو حول ما إذا كانت معركة الموصل ستشهد نهاية سريعة وانسحابا من قبل التنظيم باتجاه الرقة إذا شارك التحالف بقوة وتم تحييد الحشد الشعبي والمليشيات المدعومة من إيران.