تراجعت الحكومة
العراقية عن تفاؤلها بقرب دخول
الرمادي والسيطرة التامة عليها خلال يومين، حيث أعلن مجلس محافظة
الأنبار، أن "معركة تحرير مدينة الرمادي تحتاج إلى وقت، ولا يمكن أن تحسم في يوم أو يومين".
وقال المجلس في تصريح صحفي الأربعاء إن "كل ما هو موجود في المدينة مفخخ، وعناصر داعش الذين يقاتلون في الرمادي حاليا عبارة عن قنابل متحركة على الأرض".
حديث مجلس محافظة الأنبار تزامن مع تصريح لقائد جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق الركن عبد الغني الأسدي، الذي قال إن "
تنظيم الدولة استخدم عبوات ناسفة جديدة معدة للتأثير على المعدات الثقيلة، وتسببت بقلب معدات وزنها نحو 27 طنا".
وتابع قائلا: "كل الذي أعده داعش لن يثني عزيمة الرجال الذين تقدموا، وكانت عملية مشتركة بين جهاز مكافحة الإرهاب وشرطة الأنبار والهندسة ورجال المدفعية والدبابات وطيران الجيش والتحالف".
قائد جهاز مكافحة الإرهاب زعم أن "الجيش كان بإمكانه دخول الرمادي منذ وقت طويل، لكن احتجاز داعش للعوائل أخّر الأمر"، موضحا أن "القوات الأمنية حققت كل الأهداف المرسومة ضمن الخطة العامة من أجل تحرير المدينة بالكامل، ودخلت في قلب المدينة في منطقة الضباط".
كما نقلت قناة "السومرية" العراقية على لسان مصدر في محافظة الأنبار قوله إن "عناصر تنظيم الدولة هربوا من مركز مدينة الرمادي إلى مناطق الصوفية والسجارية شرقي المدينة".
وبحسب نشطاء، فإن "الكثير من العوائل تمكنت من مغادرة الرمادي إلى قضاء الخالدية (23 كم شرقي المدينة)، في حين تحاول عشرات العوائل الأخرى مغادرة المدينة".
خروج العوائل رافقه تصريح من محافظ الأنبار صهيب الراوي، أكد فيه تأمين الطرق لخروج المدنيين من مدينة الرمادي، فيما لم يستبعد لجوء تنظيم الدولة إلى استخدام المدنيين دروعا بشرية، وفق قوله.
كما أكد الراوي، في سياق متصل، أن قوات التحالف الدولي تشارك بفعالية في معارك الرمادي، مؤكدا أن "التحالف يضم خبرات عسكرية كبيرة، ونرحب به ما دام يعمل ضمن السيادة العراقية".
على الجانب الآخر، أعلن تنظيم الدولة الأربعاء، تمكن عناصر من قتل عشرة جنود عراقيين، وذلك عبر زرع عبوة ناسفة في مكان مرورهم جنوبيّ الرمادي.
العملية الأبرز للتنظيم يوم الأربعاء، هي إعلانه عن قتل 12 عنصرا من الجيش العراقي عبر كمين محكم في منطقة الجرايشي شمالي الرمادي، ما أدى إلى تراجع بقية القوة التي كانت تنوي التقدم، وفقا للتنظيم.
وأعلن التنظيم أيضا إطلاق عشرة صواريخ محلية الصنع على مدرسة يتخذها الجيش العراقي مقرا له في منطقة "الجمعيات" شمال الرمادي، وستة صواريخ "كاتيوشا" على معمل الزيدان الذي يتخذه الجيش مقرا له.
كما أعلن التنظيم أيضا عن قصفه مقرا للجيش العراقي قرب محطة كهرباء الجرايشي بالرمادي بعشرين قذيفة هاون، بالإضافة إلى تدمير جرّافة للجيش عبر استهدافها بعبوة ناسفة، وأعلن أيضا عن قنص أحد عناصر الجيش العراقي في جنوب الرمادي أيضا.
الإعلامي حامد حديد، محرر الشؤون العراقية في قناة "الجزيرة"، نقل على لسان مصادر داخل الرمادي قولهم إن "عناصر تنظيم الدولة استولوا على دبابتين قرب حي الملعب جنوب المدينة، واستعرضوا بهما في المنطقة".
ونقل حديد عن مصادر أخرى قولها إن "مليشيات النجباء التابعة للحشد الشعبي، وبتواطؤ من الصحوات، قامت بتفجير جامع العز بن عبد السلام في منطقة الـ5 كيلو غرب الرمادي".
وبحسب حامد حديد، فإن "الذريعة التي ساقتها المليشيات والصحوات لتفجير الجامع هي عثورهم على معمل تفخيخ داخله"، وأضاف متسائلا: "صوّرتم المسجد فلم لم تصوروا المعمل؟!".
ناشطون قالوا إن "القوات العراقية وبعد عجزها عن دخول الرمادي من محاور مختلفة، ركزّت قوتها على المحور الجنوبي قرب منطقة الحميرة، والمحور الغربي قرب الورار".
يشار إلى أن المتابع للتصريحات الرسمية العراقية يجد تناقضا في بعضها حول مسار المعركة، حيث تفيد بعض التصريحات بأن "السيطرة على الرمادي بات وشيكا للغاية"، بينما تقول تصريحات أخرى إن "المعركة ليست سهلة، وستطول".
وكانت السلطات العراقية أعلنت أنها تستعد لاقتحام منطقة الحوز، التي تضم المجمع الحكومي الواقع وسط مدينة الرمادي، بعد فرض سيطرتها على عدد من الأحياء وسط المدينة.
محللون قالوا لـ"
عربي21" إن "الوسط المؤيد لحكومة العبادي غاضب جدا؛ بسبب عدم وفاء الحكومة بوعودها باستعادة الرمادي خلال أيام قليلة، بالرغم من إعلان العقيد ياسر الدليمي المتحدث باسم شرطة الأنبار وصول خمسة أفواج قتالية من مقاتلي عشائر الأنبار للمشاركة في معركة الرمادي".
وحول مسار المعركة في الأيام المقبلة، قال محللون إن "مسألة دخول الرمادي ليست بالسهولة التي روّج لها الإعلام العراقي، حيث إن تنظيم الدولة على استعداد تام أن يشعل المدينة بالمفخخات، وهو ما يجبر القوات العراقية على خوض حرب استنزاف قد تمتد إلى أسابيع".