حققت فتاة
مصرية تبلغ من العمر 24 عاما مفاجأة كبيرة بعد فوزها بمقعد في الانتخابات
البرلمانية التي شهدتها إسبانيا، الأحد، الماضي، لتصبح أصغر أعضاء البرلمان سنا.
ونجحت النائبة الشابة "نجوى
جويلي" في الفوز بأحد مقاعد مقاطعة "جيبوثكوا" الواقعة في إقليم
الباسك شمالي البلاد، عن حزب "نحن قادرون" بعدما حصلت على أكثر من 97 ألف صوت محققة أعلى الأصوات بين جميع المرشحين على مستوى إسبانيا، لتصبح أول نائبة من أصل عربي، وأصغر نائبة بالبرلمان أيضا.
ووفقا للقانون الداخلي للبرلمان الإسباني، فمن المقرر أن تترأس "جويلي" الجلسة الافتتاحية للبرلمان الجديد بعد عدة أيام.
وحقق حزب "نحن قادرون" الذي تأسس حديثا فوزا عريضا بعدما حصد 69 مقعدا من أصل 350 ليصبح ثالث أكبر الأحزاب في البرلمان بنسبة 21%.
خبيرة في علم النفس
ولدت نجوى جويلي في العاصمة الإسبانية مدريد عام 1991، وتخرجت في جامعة الباسك بعد حصولها على شهادة في علم النفس، بعدها حصلت على شهادة الماجستير في علم النفس التعليمي لتصبح خبيرة في مجال علم نفس الأطفال.
وبحسب المعلومات التي نشرها الناشط السياسي "عبد الرحمن منصور"، مؤسس صفحة "كلنا خالد سعيد"، فإن والدها أحمد جويلي، ذو الأصول النوبية، هاجر إلى إسبانيا عام 1990 لاستكمال دراسته للغة الإسبانية كما درس بكلية السياحة والفنادق في مدريد.
وبعد سنوات من استقراره في إسبانيا والعمل في مجال السياحة، افتتح شركة خاصة في هذا المجال مع أحد أصدقائه.
وحول ملابسات تأسيس حزب "نحن قادرون" قال منصور إن عام 2011 شهد مظاهرات عارمة في إسبانيا قام بها شباب غاضبون ضد سياسات التقشف الحكومية، وتقليل الإنفاق على التعليم والضمان الاجتماعي.
وخلال تلك التظاهرات أسس عدد من الشباب حزبا جديدا اعتراضا على سياسات الحزبين الرئيسيين في البلاد، الحزب الشعبي المحافظ الحاكم والحزب العمالي الاشتراكي المعارض، واختاروا له اسم "بوديموس"، والذي يعني "نحن قادرون"، وكانت نجوى جويلي من بين مؤسسيه وأصبحت عضو اللجنة المركزية للحزب، والمسؤولة عن التواصل مع الأحزاب الأخرى.
ونجح الحزب في استقطاب عشرات الآلاف من الشباب في أيام قليلة، كما حقق مفاجأة كبيرة في أول مشاركة له في انتخابات البرلمان الأوروبي في أيار/ مايو 2014، حينما تمكن من الحصول على خمسة مقاعد، ليصبح بذلك رابع أكبر قوة سياسية في إسبانيا.
حفيدة الخفير أصبحت نائبة
وفي تصريحات صحفية، أكد جويلي، أنه ساهم خلال السنوات الأخيرة من حكم مبارك في جمع التوقيعات على وثيقة "الجمعية الوطنية للتغيير" التي كان يترأسها محمد البرادعي، وبعدها شارك في ثورة يناير 2011، وكان دائم الاتصال هاتفيا بابنته نجوى من قلب ميدان التحرير.
وأوضح أن ابنته عاشت معه تفاصيل الثورة وتأثرت بها بشدة، ما دفعها هي وزملاؤها في الجامعات الإسبانية إلى الاعتصام بميدان "الشمس"، وسط مدريد لأكثر من ثلاثة أسابيع، على غرار ميدان التحرير، للمطالبة بحقوقهم التعليمية والاجتماعية، وبعد ذلك قرروا إنشاء حزب جديد لخوض الانتخابات وتغيير السياسيات الحكومية.
وأوضح أنه ينتمي إلى أسرة فقيرة من محافظة أسوان جنوبي مصر، وأن والده كان خفيرا بسيطا، لكنه نجح في تربية ابنته، وتعليمها حتى أصبحت نائبة في البرلمان الإسباني.
وهاجم جويلي الأوضاع السياسية في مصر والتمييز الذي يعاني منه الفقراء والبسطاء، قائلا إن وزير العدل السابق صرح بأن "ابن عامل النظافة لا يمكنه أن يكون قاضيا"، لكن التجربة أثبتت خطأ هذه المقولة فأنا ابن خفير، وحفيدة هذا الخفير تتولى الآن منصبا رفيعا في إسبانيا.
ويتولى أحمد جويلي منصب نائب رئيس غرفة السياحة الإسبانية، وحاول كثيرا المساهمة في تطوير صناعة السياحة في مصر، إلا أن محاولاته باءت بالفشل بسبب تعنت المسؤولين.
وأكد جويلي رفضه العودة حاليا لمصر، مشيرا إلى أنه كان يعتزم العودة إلى البلاد بعد ثورة يناير إلا أنه تراجع عن هذه الفكرة بعد انقلاب يوليو 2013، فقرر مغادرة البلاد بلا رجعة بسبب سوء الأوضاع السياسية والاجتماعية، مكتفيا بالمتابعة عن بعد لمشروعين صغيرين له بمصر في مجال السياحة والبرمجيات.
ماذا لو كانت في مصر؟
وقارن الإعلامي معتز مطر بسخرية بين نجاح "نجوى جويلي" في إسبانيا وأوضاع الشباب في مصر بعد الانقلاب، وتساءل ماذا لو كانت "نجوى" تعيش في مصر؟ من المؤكد أنها ستكون إما شهيدة أو معتقلة أو مطاردة مثل الآلاف من أقرانها.
بينما احتفى الناشط السياسي وائل غنيم بفوزها في الانتخابات الإسبانية، وأعاد نشر تدوينة عبد الرحمن منصور عبر صفحته على "فيسبوك".
وعلق غنيم بقوله: "القصة دي فيها كمية تقاطعات غريبة، حركة في الشارع تأثرت بمظاهرات الربيع العربي وفي فترة قصيرة تحولت لحزب سياسي، ورجل مصري هاجر من البلد بعد ما فقد الأمل، وبعدين يرجع بلده وكله أمل في التغيير بس فشل في تحويل أفكاره لأي حاجة يساعد بيها بلده الأصلي، لكن بنته النهاردة نجحت في الحصول على مقعد في البرلمان الإسباني بعد ما حصلت على أعلى الأصوات، والحزب الوليد بتاعها بقى الحزب الثالث في البرلمان من حيث عدد الأعضاء".