نشرت "نيويورك تايمز" تقريرا لهويدا سعد وريك غلادستون، قالا فيه إن اعتقال الابن الأصغر لمعمر
القذافي في
لبنان الأسبوع الماضي، على خلفية اختفاء الشيخ موسى
الصدر، أحد المرجعيات الشيعية البارزة في لبنان عام 1978، بعث على التوقعات بظهور معلومات جديدة حول ملابسات اختفاء المرجع، الذي يعد من أكبر قصص الاختفاء غموضا في السياسة الغادرة في الشرق الأوسط.
ويشير التقرير إلى أن اللغز زاد غموضا يوم الاثنين مع توارد الأخبار بأن ابن القذافي "هنيبعل"، قد يكون أحضر إلى لبنان قصرا، وبطريقة مخالفة للقانون، في خطة تورط فيها ابن الشيخ محمد يعقوب، زميل الشيخ الصدر الذي اختفى هو ومرافق آخر مع الشيخ قبل أربعة عقود.
وتنقل الصحيفة عن المسؤولين اللبنانيين قولهم إن ابن الشيخ يعقوب، حسن يعقوب، وهو عضو سابق في البرلمان، تم اعتقاله رسميا للاشتباه بتورطه في تنظيم عملية خطف هنيبعل القذافي من دمشق في الأيام التي سبقت اعتقاله. ويقول المسؤولون ومحامي هنيبعل القذافي بأنه كان يعيش في سوريا، حيث منح اللجوء بعد سقوط العقيد القذافي من الحكم في تشرين الأول/ أكتوبر 2011.
ويلفت الكاتبان إلى أنه حتى مع اعتقال يعقوب، يبقى هنيبعل رهن الاحتجاز، حيث يتهمه قاض محقق بأنه لم يتعاون في الكشف عن معلومات حول اختفاء الشيخ الصدر والشيخ يعقوب والصحافي عباس بدر الدين، عندما كانوا في زيارة إلى
ليبيا بدعوة من العقيد القذافي في آب/ أغسطس 1978. مشيرين إلى أنه ليس واضحا ما هي المعلومات التي يمكن لهنيبعل الكشف عنها، خاصة أنه كان طفلا صغيرا في حينها.
ويذكر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن اختفاء الصدر وزملائه في ليبيا يبقى من الألغاز القوية في لبنان، حيث إن للصدر مكانة كبيرة لدى
الشيعة الفقراء من أيام السبعينيات المضطربة، حيث بدأت في لبنان الحرب الأهلية، التي كانت عبارة عن امتداد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وغير ذلك من المشكلات.
وتنوه الصحيفة إلى أن "الاختفاء حظي بعدد من التحقيقات الجنائية. وأصر العقيد القذافي، الديكتاتور الذي اشتهر بغرابة الأطوار وغير القابل للتكهن، على عدم وجود علاقة له باختفائه، مؤكدا أنه اختفى بعد أن طار إلى إيطاليا".
ويفيد الكاتبان بأن كثيرا من اللبنانيين يعتقدون بأن ثلاثة مساعدين للقذافي سافروا إلى إيطاليا، متخفين في زي الزوار اللبنانيين ومعهم أمتعتهم، لخلق رواية كاذبة حول آخر مكان شوهد الزوار به.
ويورد التقرير نقلا عن محامية هنيبعل، بشرى خليل، قولها في مقابلة هاتفية، إن أشخاصا وصفتهم بحراس يعقوب، قاموا بضرب موكلها، ووضعه في صندوق سيارة عندما اختطفوه من سوريا.
وتبين الصحيفة أن الإعلام اللبناني قد ذكر على نطاق واسع أن هنيبعل القذافي جلب إلى لبنان في سيارة يعقوب. وأرغمه مختطفوه على تسجيل بيان مصور بث على قنوات تلفزيونية لبنانية عديدة يوم 10 كانون الأول/ ديسمبر، قال فيه إنه محتجز من قبل جماعة تدعى أنصار الإمام موسى الصدر، طالبت بكشف الأدلة المرتبطة باختفاء الصدر. وقاموا بتسليمه في اليوم التالي للأمن الداخلي اللبناني، وتم وضعه قيد الاحتجاز في 14 كانون الأول/ ديسمبر.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المحامية خليل قالت إنها تتوقع إطلاق سراح هنيبعل قريبا، وأضافت: "إنه ليس مذنبا، وكان عمره ثلاث سنوات عندما اختفى الإمام الصدر، ولا يعرف شيئا عن الموضوع".