قال رئيس مفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة، الاثنين، إن الذين يرفضون
اللاجئين السوريين هم "أفضل حلفاء" لمتشددي
تنظيم الدولة والمتطرفين الآخرين، منتقدا اقتراح
دونالد ترامب الذي يسعى للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية لحظر دخول المسلمين الأجانب إلى
الولايات المتحدة.
وفر أكثر من 4.3 مليون سوري من حرب أهلية مستمرة منذ ما يقرب من خمسة أعوام. وأبلغ أنطونيو جوتيريس، مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين، مجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية بأنه لا يمكن أن يلقى عليهم باللوم في الإرهاب الذي يخاطرون بحياتهم للفرار منه.
وقال جوتيريس في هجوم لاذع على ترامب وبعض حكام الولايات الأمريكية وزعماء أوروبيين: "أولئك الذين يرفضون اللاجئين السوريين، وخصوصا إذا كانوا مسلمين، هم أفضل حلفاء للدعاية والتجنيد للجماعات المتطرفة".
وكانت المرشحة الديمقراطية المحتملة هيلاري كلينتون قالت، السبت، إن تنظيم الدولة يستغل خطاب ترامب لتجنيد مقاتلين للجهاد المتشدد، ورفض ترامب زعمها واتهمها بأنها "كاذبة".
وأعلن تنظيم الدولة المسؤولية عن الهجمات القاتلة التي وقعت في باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، وقال أيضا إن رجلا وزوجته أطلقا النار بشكل عشوائي في هجوم في جنوب ولاية كاليفورنيا في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر، وهما من أتباع التنظيم.
وأثارت الهجمات تحذيرات من سياسيين في أوروبا وأمريكا الشمالية من أن بلدانهم قد تواجه مخاطر كبيرة باستقبال لاجئين بدون إجراءات صارمة لتحديد ما إذا كان بينهم متطرفون خطيرون.
وقال عدد من حكام الولايات الأمريكية إنهم سيغلقون الباب أمام اللاجئين السوريين، فيما دعا ترامب -الذي يتصدر في الوقت الحالي الطامحين للفوز بترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة التي ستجرى في تشرين الثاني/ نوفمبر 2016 - إلى فرض حظر على دخول المسلمين الأجانب إلى الولايات المتحدة.
وقال جوتيريس: "لا يجب أن ننسى أنه -رغم الحديث الذي نسمعه هذه الأيام- فإن اللاجئين هم أول ضحايا لهذا الإرهاب وليسوا مصدره".
وأضاف: "لا يمكن أن نلقي عليهم باللوم في التهديد الذي يخاطرون بحياتهم للفرار منه".
وتابع قائلا: "نعم بالطبع، هناك احتمال لأن يحاول إرهابيون التسلل من خلال تحركات اللاجئين، ولكن هذا الاحتمال قائم بالنسبة لجميع التجمعات، والتشدد الذي ينمو في الداخل هو التهديد الأكبر إلى حد بعيد، كما بينت جميع الحوادث التي وقعت في الآونة الأخيرة".
وقال إن مسحا أجرته الأمم المتحدة شمل 1200 سوري فروا إلى أوروبا، وجد أن 86 بالمئة منهم حصلوا على تعليم ثانوي، ونصفهم تقريبا التحق بالجامعة.
وقال جوتيريس الذي سيتنحى عن منصبه في نهاية العام: "سوريا تعاني نزيفا حادا للعقول".
واستطرد بأنه "يمكن فقط تخيل العواقب الكارثية لمثل هذا النزوح على مستقبل إعمار سوريا بعد انتهاء الحرب".