طفا على السطح فجأة موضوع انهيار ائتلاف "دعم
مصر"، الذي تأسس لدعم رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي، داخل البرلمان المزمع، وانسحاب غالبية الأحزاب والقوى السياسية من هذا الائتلاف، حتى إنه غلب على المانشيتات، وأصبح حديث الصحف.
فهل تم الأمر عفوا أم تدبيرا مصطنعا - وفق مراقبين - من الأجهزة الأمنية والمخابراتية التي تدير المشهد الحالي بمصر، باعتبار أن الائتلاف نفسه صنيعتها، وأن تلك القوى والأحزاب، ذاتها، ملتزمة بعدم تجاوز السقف المحدد لها من قبل تلك الأجهزة نفسها في التحرك والتطلع، والقبول والرفض؟
إنه سؤال يفرض نفسه من واقع مطالعة الصحف المصرية الصادرة الثلاثاء 22 كانون الأول/ ديسمبر 2015، إذ تصدَّرتها - فجأة - أنباء اشتعال حرب التكتلات تحت قبة البرلمان، بحسب صحيفة "الدستور"، وما اعتبرته "تحركات اللحظات الأخيرة لبناء تحالفات جديدة بمجلس النواب"، وفق "اليوم السابع".
في جميع الأحوال لا يتجاوز الأمر حد كونه - وفق مراقبين - "ملهاة" جديدة للشعب المصري تحاول إشغاله بتفاصيل معارك وهمية بين تكتلاب مختلفة تحت قبة برلمان لم ينعقد حتى الآن، بحثا عن أي شرعية، ولو بالجلبة، وافتعال المعارك.
ومن هنا جاء المشهد عامرا بالإثارة في الصحف كالآتي: اشتعال حرب التكتلات تحت قبة البرلمان.. "اليزل" يتحدى انقلاب "بدران".. "دعم الدولة" يُضحي بـ"سيف اليزل" من أجل البقاء.. "الوفد" يطلق "الأمة" لضرب "
دعم مصر".. كواليس الانسحاب من دعم مصر، وذلك في صحف: الدستور، واليوم السابع، والمصري اليوم، والشروق، والوطن، على التوالي.
وقالت الوطن: "الوطن" ترصد كواليس الانسحاب من "دعم مصر".. "الائتلاف" يهاجم "لوبي" رجال الأعمال.. و"سعيد": الصراعات المبكرة تهدد ب"نسف" البرلمان.. والأحزاب المنسحبة تسعى لتشكيل "تكتل".. ونائبة: "المصريين الأحرار": المشاركة في الائتلاف واجب وطني.. و"العجاتي": الفصل للنائب الذي يغير صفته بإرادته فقط.
اشتعال حرب التكتلات تحت قبة البرلمان
في البداية قالت الدستور: اشتعال حرب التكتلات تحت قبة البرلمان.. فشل مبادرة "لم الشمل" لإنقاذ "ائتلاف دعم مصر" من الانهيار.. "المصريين الأحرار" و"مستقبل وطن" و"الوفد" تتجه لتشكيل تحالف جديد خلال ساعات.
"الوفد" يطلق "الأمة" لضرب "دعم مصر"
الموضوع نفسه سيطر على صدارة صحيفة "الشروق"، فقالت في مانشيتها: "الوفد" يطلق "الأمة" لضرب "دعم مصر".. "المصريين الأحرار": 197 نائبا فقط حضروا الاجتماع وليس 400.. و"جاد" يستقيل من الحزب.. "المحافظين" يرد على منتقدي "دعم مصر": "اللي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالطوب".. وبكري يطلق مبادرة "لم الشمل".
وفي التفاصيل قالت "الشروق": "اقترح عدد من قيادات حزب "الوفد" تشكيل تحالف جديد تحت قبة البرلمان تحت اسم "تحالف الأمة المصرية" بعد الأزمات التي لاحقت ائتلاف "دعم مصر" بعد انسحاب حزب "مستقبل وطن"، ورفض "الوفد"، و"المصريين الأحرار"، الانضمام له، في الوقت الذي طرح فيه القيادي في الائتلاف مصطفى بكري مبادرة "لم الشمل".
"اليزل" يتحدى انقلاب "بدران"
وتحت هذا المانشيت المثير قالت "اليوم السابع": "فــي محاولة أخيرة لإنقاذ ائتــلاف "دعم مصر" بعد أن أصابته سهام الانهيار من كل من حزبى الوفد والمصريين الأحرار، اللذين أعلنا انســحابهما مــن الائتلاف، وانقلاب حزب "مستقبل وطن" المفاجئ على التحالف، يســعى ائتلاف "دعم مصر" بقيادة ســامح ســيف اليزل لاســتعادة قوته، وتعويض الخســارة التى تسبب فيهــا خــروج الأحــزاب".
ومن هــذه المحــاولات - بحسب "اليوم السابع" - مبادرة أطلقهــا النائب مصطفــى بكري، عضــو الائتلاف للم شــمل تلك الأحــزاب مرة أخرى، للرجــوع عن قرارهم، والعــودة إلى الائتلاف.
ودعت المبــادرة في أولى خطواتها الأحزاب المشــاركة فى الائتلاف والمنسحبة منه، بالإضافة إلى عدد من النواب المســتقلين أعضاء الائتلاف، إلى عقد اجتماع فوري خلال 48 ساعة مع قيادات الائتلاف، لبحث أسباب الانسحاب"، حسبما قالت الصحيفة.
"دعم الدولة" يُضحي بـ"سيف اليزل" من أجل البقاء
وانضمت "المصري اليوم" إلى متناولي هذا الأمر، فقالت تحت المانشيت السابق: "لم يكد يمر سوى يوم واحد على ظهور بوادر انهيار ائتلاف "دعم الدولة"، حتى بدأ مسؤولون بالائتلاف إجراء اتصالات مع المنسحبين لعقد اجتماع عاجل لمحاولة إنقاذه".
ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها قولها إن فكرة استبعاد مؤسسه سامح سيف اليزل واردة، محملة إياه مسؤولية ما آلت إليه الأمور، فيما أعلن حزب الوفد تأسيس ائتلاف جديد تحت القبة، مقترحا ضم حزب "مستقبل وطن"، الذي يشهد حالة انقسام بين نوابه، بسبب قرار الانسحاب.
الصراعات المبكرة تهدد بنسف البرلمان
لكن "الوطن" ألمحت إلى أن "الصراعات المبكرة تهدد بنسف البرلمان".
وبحسب مانشيتها - فوق الترويسة - فقد قالت: "الوطن" ترصد كواليس الانسحاب من دعم مصر.. الائتلاف يهاجم لوبي رجال الأعمال.. وسعيد: الصراعات المبكرة تهدد بنسف البرلمان.. والأحزاب المنسحبة تسعى لتشكيل تكتل.. ونائبة "المصريين الأحرار": المشاركة في الائتلاف واجب وطني.. والعجاتي: الفصل للنائب الذي يغير صفته بإرادته فقط.
"البنك الدولي" لمصر: القرض مقابل تخفيض الأجور والدعم
وغردت صحيفة "الوطن" بعيدا فتناول مانشيتها موضوع القرض المقدم لمصر من البنك الدولي.. فقالت: "البنك الدولي لمصر: القرض مقابل تخفيض الأجور والدعم.. الشروط: تحرير الطاقة والحد من أجور الحكومة وتشجيع القطاع الخاص.. المركزي: مصر تسدد 2.4 مليار جنيه ديونا خارجية في 2016.. ومصدر "القرض شهادة ثقة".
وفي التفاصيل قالت "الوطن": "حدد البنك الدولي الشروط التي قطعها على مصر لمنحها القرض الأخير بقيمة 3 مليارت دولار، وتركزت في حزمة اشتراطات يتعلق أبرزها بالحد من تضخم الأجور، وترشيد الدعم، وغيرها، مما اعتبره بعض الخبراء "فاتورة خراب مصر"، والهدف منها ليس دعم الموازنة والاقتصاد حسبما تشيع الحكومة، فيما قال مسؤول بالبنك المركزي إن القرض "شهادة ثقة للاقتصاد المصري تعزز توجهات المستثمرين الأجانب لضخ أموالهم في السوق المحلية"، بحسب "الوطن".
ترسيخ سيادة القانون ومعاقبة المخطئ
لا تستطيع صحيفة "الأهرام"، فيما يبدو، أن تغفل أي نساط للسيسي، ولو كان لقاء محدودا مع مسؤول، مهما كانت هناك موضوعات أكثر أهمية تدور على الساحة.
والأمر هكذا، قالت "الأهرام" في مانشيتها: "ترسيخ سيادة القانون ومعاقبة المخطئ.. تكليف مجلس حقوق الإنسان بمتابعة شكاوى المواطنين".
ومع صورة: "الرئيس خلال اجتماعه مع رئيس مجلس الوزراء ووزراء الكهرباء والمالية والنقل"، قالت الصحيفة: "شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على أن الحكومة تسعى بدأب لترسيخ سيادة القانون الذي يمثل الإطار الحاكم للعلاقة بين الدولة والمواطنين، مشيرا إلى أن من أخطأ أو تجاوز في أي مؤسسة من مؤسسات الدولة فسوف تتم محاسبته.
وأشار - خلال اجتماعه أمس بمحمد فائق رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان (هيئة حكومية) إلى أهمية مواصلة المجلس أداء مهمته، ومتابعة شكاوى المواطنين، والاستمرار فى زياراته الميدانية المختلفة"، وفق "الأهرام".