في بادرة، هي الأولى من نوعها، أطلق تجمع الطلبة السوريين في الأردن، بالتعاون مع رابطة المرأة السورية، مشروعا خدميا لإعادة تأهيل وإصلاح بيوت
اللاجئين المنتشرين في محافظات المملكة وتأمينها بالأدوات المنزلية و"العفش" الملائم للمعيشة.
المشروع الذي حمل اسم "بيتك بيتنا"، بدأه القائمون مع قدوم فصل الشتاء الحالي وحدوث الفيضانات التي اجتاحت بعض مناطق الأردن، والتي أدت إلى وقوع الكثير من الأضرار في
المنازل بسبب تسرب المياه لداخلها.
وتقول دعاء الإمام، المتحدثة باسم المشروع وعضوة في إدارة تجمع الطلبة السوريين، لــ"عربي21"، إن الفكرة جاءت عندما شاهد أحد طلاب التجمع بيتا لعائلة سورية يكاد ينهار على رؤوس ساكنيه، ويعاني من الرطوبة الخانقة وعدم توافر الأبواب.
وتضيف الإمام: "بدأنا نبحث عن البيوت غير الصالحة للعيش، والعمل على إصلاحها وترميمها، وإن كان البيت سيئا للغاية نلجأ لنقل الأسر إلى بيت جديد، إذ إن الهدف الأول للمشروع هو تأمين حياة كريمة ملؤها الدفء للعائلات السورية، خاصة مع وجود طاقات شبابية هائلة لدى الطلاب السوريين يمكن استثمارها بمثل هذه ظروف".
وعن استمرارية المشروع، تلفت دعاء الإمام إلى أن "بيتك بيتنا" مستمر حتى نهاية فصل الشتاء، حيث سيتم مساعدة أكبر قدر من العائلات السورية المحتاجة لظروف
سكنية ملائمة، كما تقول.
آليات العمل وصعوبات التنفيذ
يتبّع المسؤولون عن المشروع آلية عمل تعتمد على الزيارات الميدانية للبيوت المتضررة، وإجراء كشف كامل يشمل الجدران والعفش والمرافق، ثم يتم تحويل الملف للجنة مختصة ترتب الحالات حسب الأولويات و البيوت الأكثر حاجة.
وأوضحت المتحدثة باسم المشروع لـ"عربي21"؛ أن القائمين على المشروع يقدمون للعائلة المتضررة الأدوات المنزلية الأساسية (فرن - غاز - براد – غسالة - مدفأة - تلفاز... إلخ)، كما يهتمون بترميم المنزل وتصليح الأعطال وصيانة الكهرباء، وطلاء الجدران، وفي حال تم نقل العائلة إلى بيت جديد يقومون بدفع فرق الإيجار لمدة سنة كاملة، وفق تأكيدها.
وتابعت المتحدثة: "نواجه بعض الصعوبات والتحديات في إنجاز العمل، وأهمها عدم توافر الدعم المالي الكافي لتغطية احتياجات العائلة في حال كان البيت ملائما للسكن، إضافة لصعوبة إيجاد بيوت جديدة لنقل العائلات من المنازل غير الصالحة، نظرا للإيجارات المرتفعة جدا ويصعب على المشروع تغطيتها".
ويذكر أن الأردن يستضيف قرابة 600 ألف لاجئ سوري، بحسب إحصائيات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، 80 في المئة منهم يعيشون خارج المخيمات. ويعاني قسم كبير منهم من الارتفاع الكبير لإيجارات البيوت (بين 300 و800 دولار)، ما يضطرهم لاستئجار بيوت سيئة وغير صالحة للسكن.