واجه زعيم حزب معارض مرخص من النظام السوري موقفا جعله يتساءل عن حال المواطن العادي، وذلك حينما تعرض له حاجز عسكري تابع لحزب الله اللبناني على مدخل مدينة
الزبداني، حيث جرى منعه من المرور باتجاه
دمشق مع توجيه البنادق إليه وتهديده بإطلاق النار عليه و"دفنه" في الزبداني.
وكان الأمين العام لحزب التضامن المرخص من النظام السوري، محمد أبو القاسم، الذي ينحدر من الزبداني، برفقة عدد من أعضاء حزبه السبت؛ في طريق عودتهم لدمشق بعد عقد اجتماع في الزبداني، لكن عناصر الحزب على الحاجز أوقفوه وأبلغوه بأنه يمنع على أهالي الزبداني التوجه لدمشق، علما بأن أبو القاسم كان له دور في عقد هدنة الزبداني مؤخرا.
وروى أبو القاسم لـ"عربي21" ما حصل معه على الحاجز العسكري التابع لحزب الله اللبناني، قائلا: "عند زيارتي إلى مدينة الزبداني في ريف دمشق، مع أعضاء المكتب السياسي للحزب، وفي أثناء عودتي إلى دمشق وعلى حاجز مفرق نبع بردى بريف دمشق التابع لحزب الله، تم اعتراض السيارات التي تقلنا، وتم تهديدي بالدفن ومن معي من الحزب في منطقة الزبداني وتكسير السيارات من عناصر تتحدث اللهجة اللبنانية، وكل ذلك بعلم اللواء قائد الفيلق الثاني في الجيش السوري".
وقال أبو القاسم: "أدين ما قام به عناصر
حزب الله على حاجز تابع للجيش السوري، وبعلم قيادة الجيش الموجودة في المنطقة ممثلة باللواء قائد الفيلق الثاني، وإهانة وشتم شخصية اعتبارية سورية كأمين عام لحزب رسمي، رغم تدخل كبار قيادات الدولة السورية ولكن دون جدوى"، وفق قوله.
وحول سبب منعه مع رفاقه من المرور، أوضح أبو القاسم أن أحد عناصر الحزب قال لهم إن "التعليمات هي أن أهل الزبداني محرم عليهم الذهاب إلى دمشق، وبعدها قمت بالاتصال بقائد الفيلق الثاني، فأجاب عنه مرافقه واعتذر عن رد قائد اللواء لأنه غير موجود، مع العلم أن موكب قائد اللواء مرّ بجانبنا وشاهدناه عندما اتصلنا بمكتب رئيس لجنة شؤون الأحزاب وزير الداخلية".
وأضاف أبو القاسم: "حصل ذلك رغم أخذ العنصر التابع لحزب الله البطاقات الشخصية كافة، والتعرف على شخصية الأمين العام لحزب التضامن، وعندما سألته لماذا، هل نحن كفار أم يهود؟ ارتفعت حدة التهديدات، وقام العنصر بتلقيم سلاحه بوجهنا، كما رفض عناصر حزب الله الوساطة التي أرسلها وزير الداخلية وهي عبارة عن ضابط برتبة نقيب ويشغل منصب مدير منطقة بلودان"، وبعدها تقدم نحوي أحد عناصر حزب الله وقام بطرق رأسه برأسي وطلب منا العودة مباشرة، بعد تلقيم أسلحتهم، ليتدخل بعدها النقيب المرسل من وزير الداخلية ويهدئ الوضع".
وقال أبو القاسم إن قيادة حزب التضامن عقدت اجتماعا رسميا لإصدار بيان رسمي سيرسل للسفارات، ووزارات الدفاع والداخلية والإعلام التابعة للنظام السوري، وأضاف: "شخصية اعتبارية أهينت، فماذا يحدث للمواطن السوري الذي لا حول له ولا قوة!".
وعند سؤال "عربي21" حول كيفية قبول الحزب السياسي التابع له بتهجير أهالي مدينة الزبداني التي ينحدر منها على يد حزب الله اللبناني، أجاب: "الجميع يعلم أن حزب التضامن كان له دور كبير في إطلاق مبادرة المصالحة الأخيرة في الزبداني، ونحن لم نقم بتهجيرهم، ولولا تدخلنا بالأمر لحصل تهجير البقية، ونحن نرفع شعار الدفاع عنهم"، وفق قوله.
وحول مؤتمر الرياض الذي عقد مؤخرا في الرياض، تحدث أبو القاسم عن تلقي الحزب دعوة لحضور المؤتمر إلا أنه اعتذر عن المشاركة، دون توضيح الأسباب الكامنة وراء عدم مشاركة الحزب في الاجتماع الأوسع للمعارضة السورية بشقيها السياسي والعسكري.
وتأسس حزب التضامن مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر عام 2011، أي بعد اندلاع الثورة السورية، وحصل الحزب على ترخيصه بموجب القرار الصادر عن لجنة شؤون الأحزاب في وزارة الداخلية الذي يحمل الرقم (4)، ويترأس أمانته العامة محمد أبو القاسم الذي ينحدر من مدينة الزبداني في ريف دمشق. ويصف الحزب نفسه بأنه معارض، ويرفع شعار "وطن، عدالة، تحرير".