توفي السبت عن 87 عاما البرلماني البريطاني غرينفيل جانر، المتهم بالاعتداء جنسيا على
أطفال، وذلك قبيل بدء محاكمته في هذه القضية التي تعود وقائعها إلى أكثر من ثلاثة عقود من الزمن.
وكان قاض أصدر في مطلع كانون الأول/ ديسمبر الجاري قرارا، اعتبر بموجبه أن جانر، العضو في مجلس اللوردات (الغرفة العليا في البرلمان البريطاني)، ليس أهلا للمحاكمة بسبب إصابته بـ"خرف شديد" ولكن يمكن محاكمته بموجب إجراء قضائي خاص.
وقرر القاضي يومها قبول الاتهامات الموجهة إلى اللورد الطاعن في السن وبدء محاكمته غيابيا في نيسان/ أبريل 2016؛ وذلك في إجراء قضائي خاص يرمي إلى إثبات براءة المتهم أو إدانته، ولكن من دون إصدار حكم بحقه.
ولكن الدعوى انقضت بوفاة المتهم، الأمر الذي أثار غضب المدعين.
وقالت المحامية ليز دوكس التي تمثل ستة مدعين يؤكدون أنهم كانوا من ضحايا اللورد جانر حين كانوا قاصرين، إن وفاة المتهم "حدث مأسوي بالنسبة إلى موكلي؛ لأن عدم التمكن من إحقاق الحق في اللحظة الأخيرة أمر محبط للغاية".
وأضافت أن موكليها "جل ما كانوا يريدونه هو أن يتمكنوا من أن يدلوا بشهاداتهم أمام
محكمة، وأن يتم النظر في هذه التهم الخطيرة وأن يتم تصديقهم".
واللورد جانر عسكري سابق، وأحد أبرز الشخصيات اليهودية البريطانية، وهو متهم بأنه قام بين ستينيات وثمانينيات القرن الماضي بالاعتداء جنسيا على تسعة صبيان كانوا في دار لرعاية القاصرين، ولم يكن أي منهم قد تجاوز الـ16 من العمر.
واللورد جانر هو واحد من عدة شخصيات بريطانية عامة متهمة بارتكاب
اعتداءات جنسية بحق أطفال، في فضيحة تتكشف فصولها يوما بعد يوم منذ القنبلة التي فجرها تحقيق صحافي اتهم كبير مقدمي البرامج في "بي بي سي" جيمي سافيل بعد وفاته في 2011 عن 84 عاما بأنه ارتكب مئات الاعتداءات الجنسية بحق أطفال.