أرجأ مجلس النواب
اللبناني الأربعاء، للمرة الثالثة والثلاثين جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية نتيجة الانقسام السياسي الحاد في البلاد، في وقت تراجعت فيه حظوظ الزعيم المسيحي سليمان فرنجية بالوصول إلى سدة الرئاسة بعد طرحه مرشح "تسوية".
وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، الأربعاء: "أرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري جلسة انتخاب رئيس الجمهورية إلى ظهر الخميس في السابع من كانون الثاني/ يناير 2016" بسبب عدم توفر النصاب القانوني.
ويتطلب انتخاب رئيس حضور ثلثي أعضاء مجلس النواب. وشارك في جلسة الأربعاء 45 نائبا فقط.
ولم يتمكن البرلمان منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 أيار/ مايو 2014، من توفير النصاب القانوني لانتخاب رئيس.
وكانت قوى 14 آذار وأبرز زعمائها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، أعلنت بعيد انتهاء ولاية سليمان دعمها لترشيح أحد أركانها رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، فيما رشحت قوى 8 آذار التي ينتمي إليها فرنجية وأبرز أركانها
حزب الله، رئيس الحكومة السابق والنائب الحالي ميشال عون.
ولا تملك أي من الكتلتين النيابيتين الغالبية المطلقة. وهناك كتلة ثالثة صغيرة من وسطيين ومستقلين، أبرز أركانها الزعيم الدرزي وليد جنبلاط.
وبرز منتصف الشهر الماضي اسم فرنجية بشكل مفاجئ كمرشح للرئاسة بعد لقاء جمعه بالحريري في باريس.
وأدرجت هذه الخطوة غير المتوقعة من الحريري، أبرز زعماء قوى 14 آذار والمعادي بشدة للنظام السوري، تجاه الفريق الخصم، في إطار محاولة للتوصل إلى تسوية للأزمة الرئاسية عن طريق اختيار فرنجية كمرشح "تسوية".
ويتحدر فرنجية البالغ من العمر خمسين عاما من عائلة سياسية معروفة جمعتها علاقة عائلية تقليدية مع عائلة الأسد في
سوريا قبل أن تجمعهما المواقف السياسية.
وجال فرنجية في الأسابيع الأخيرة على الأقطاب السياسيين، أملا في الحصول على تأييد علني لترشيحه من خصومه وحلفائه. وتحدث جنبلاط عن "فرصة" لانتخاب رئيس تسوية.
إلا أن حظوظ فرنجية تراجعت أخيرا. وذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية القريبة من حزب الله في عددها الصادر الأربعاء أن الحزب هو الذي "أفشل" التسوية. وكتبت: "أما وقد انتهت مفاعيل ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، (...) فيمكن العودة إلى خلاصة أساسية أفرزتها الأسابيع الأخيرة، وهي لا انتخابات رئاسية من دون حزب الله الذي أفشل الصفقة الباريسية ولا انتخابات من دون رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون".
وذكرت صحيفة "النهار" القريبة من فريق "14 آذار" من جهتها، أن "زمن التسويات الجزئية لم يحن بعد"، موضحة أن فرنجية عاد بعد لقاء حليفيه حزب الله وعون "وهو يغالب شعورا بالمرارة من أداء هذين الحليفين اللذين حرماه فرصة بدت سانحة".