تحالف سري، أو قل علنيا، بين العراق وإيران وروسيا، مر عليه فترة من الزمان، جعل تركيا تسعى سعيا حثيثا، ومنذ زمن، لدرء خطره عنها وعن المنطقة الخليجية خاصة، والعربية عامة، حتى حزمت أمرها أخيرا بتدخل قواتها في العراق وتوغلها في الموصل، في محاولة لحماية أمنها واستقرارها من الطائفية الكبرى المقبلة وتعزيزها في العراق كله، وهو ما كانت تمهد له إيران مع حزب الدعوة الحاكم في العراق اليوم، وما تشريد السُّنة من مناطقهم، منذ سقوط صدام وخروج الملايين منهم إلى الدول الحدودية معها، وفي الدول العربية وأوروبا، إلا نتيجة لذلك، ومن بقي منهم بحجة وجود «داعش» في مناطقهم. فقد نال الجميع نصيبهم من التشريد الداخلي وسرقة محتويات بيوتهم وهدمها بعد ذلك، واغتصاب الحرائر منهن، وذلك كله للوصول إلى هذه الغاية الخطيرة من الترويع والقتل والتعذيب والسجون التي أصبحت في كل مكان للمسلم السُّني، ما اضطرت إليه تركيا اليوم من التدخل العسكري لضمان أمنها، بل أمن المنطقة كلها، كما ذكرت.
لقد دوّل التدخل العسكري التركي في الموصل وأصبح اليوم على طاولة الأمم المتحدة لتقرره الدول وسيصبح نافذا، أي إقرار تركيا، على ما فعلته لضمان أمنها من «داعش»، كما هي حال دول العالم الغربي وروسيا التي برر حكامها لأنفسهم دخول العراق وسوريا، خوفا من خطر تنظيم داعش، ومن باب أولى أن يكون كذلك لتركيا المبرر الأكبر للدخول إلى العراق، حيث الحدود بينها أولا. وثانيا، أن الخطر بالنسبة إليها أكبر. ففوق «داعش» حزب العمال الكردستاني، والثاني التجمع الإيراني ـــ العراقي ـــ الروسي، الذي قد يشعل حربا في المنطقة، ستكون أشرس من الحرب مع «داعش» وحزب العمال.. والله المستعان.
• كلمتان فارسيتان:
«مذهب ناحق» معناهما «مذهب الباطل»، ذلك أن مذهب الدولة الصفوية في نظر العثمانيين كان مذهبا باطلا. (د. أنيس عبدالخالق محمود).