صعد الحوثيون في الآونة الأخيرة، من وتيرة عملياتهم العسكرية على
الحدود السعودية، بالتزامن مع قرب انعقاد مشاورات "جنيف2"، الثلاثاء المقبل.
وكثف مسلحو الحوثي وقوات الحرس الجمهوري الموالية للرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، من هجماتهم على حدود المملكة الجنوبية والمشتركة مع محافظة صعدة وحجة شمالي اليمن.
وتنوعت العمليات بين اختراق حدود المملكة عبر هجوم بري لمسلحي الجماعة، وإطلاق عدد من الصواريخ ضد أهداف مفترضة داخل العمق السعودي، كان آخرها الأحد، بإطلاق صاروخ أرض ـ أرض باتجاه منطقة عسكرية في خميس مشيط، بحسب ما ذكره الحوثيون.
وسيلة ضغط
وفي هذا السياق، رأى الصحفي والكاتب اليمني، عبدالمنيفي، أن تصعيد الحوثي وصالح عسكريا على الحدود مع السعودية "يمثل ورقة ضغط في المفاوضات لصالح الحوثيين لدفع السعودية للتخلي عن الشرعية في اليمن والقوى السياسية والاجتماعية المساندة لها".
وقال في حديث خاص لـ
"عربي21" إن هذا التصعيد المكثف يأتي لصرف الأنظار عن تراجعهم الميداني أمام قوات الجيش والمقاومة الشعبية، فضلا عن رسم صورة لدى أتباعهم أنهم لا يزالون في أوج قوتهم".
وبحسب الصحفي المنيفي، فإن المتمردين الحوثيين وحلفاءهم يعتبرون ذلك وسيلة ضغط أخرى على السعودية، قائدة التحالف، لإيقاف العمليات العسكرية التي تقودها ضدهم منذ آذار/ مارس مطلع العام الجاري.
بحث عن انتصار
من جهته، يعتقد الصحفي اليمني، صدام أبو عاصم، أن الحوثيين يبحثون عن أي انتصار ولو وهمي قبل مشاورات جنيف2، وذلك للظهور لاحقا، خصوصا إذا خضعوا لشروط القائمين على المفاوضات من الأطراف الدولية، أمام أنصارهم بأنهم "قدموا كل ما بوسعهم في الحرب ميدانيا وسياسيا".
وأوضح في حديث لـ
"عربي21" أن الحدود مع المملكة باتت جبهة حرب موجودة منذ انطلاق عمليات التحالف بقيادة السعودية، وفيها "معارك كر وفر".
لكن نوعية سلاح
الجيش السعودي، وفقا للصحفي عاصم، جعل "الحوثيين يخسرون كثيرا، ربما يتوازى مع خسائرهم في بقية الجبهات داخل البلاد".
وكان الناطق الرسمي باسم جماعة أنصار الله "الحوثيين" محمد عبد السلام، قال السبت، إن جماعته ستوقف الحرب في البلاد شريطة إيقاف غارات التحالف العربي على البلاد.
وأوضح خلال مؤتمر صحفي بصنعاء، قبيل مغادرة الوفد الحوثي الذي يرأسه والمقرر مشاركته في مؤتمر "جنيف 2" الثلاثاء المقبل، أن "الجيش (الموالي للحوثيين) واللجان الشعبية (مسلحو الحوثي) سيوقفون
الحرب في اليمن إن قرر التحالف وقف غاراته على البلاد والتزمت المقاومة الشعبية بذلك".
وتشترك العربية السعودية بحدود طويلة مع المناطق الشمالية لليمن حيث معقل الحوثيين، وعادة ما كانت محورا للاشتباك بين الطرفين.