حطت طائرة عسكرية تقل 163 لاجئا
سوريا في وقت متأخر من الخميس في مدينة تورنتو، حيث كان رئيس الوزراء الكندي
جاستن ترودو في استقبالهم، مدشنة بذلك عملية لنقل آلاف من هؤلاء المهاجرين إلى
كندا.
وقال ترودو قبل أن يرحب بالعائلات ومعظمها سيدات مع أبنائهن "سنتذكر جميعا هذا اليوم".
وأبلغ ترودو العاملين بالمطار والمتطوعين الذين وقفوا معه في استقبال اللاجئين القادمين: "هذه ليلة رائعة حيث جئنا ليس فقط لنري مجموعة من الكنديين الجدد كل شيء عن كندا، بل أيضا لنظهر للعالم كيف أننا نفتح قلوبنا ونرحب بأناس يفرون من أوضاع صعبة للغاية".
وحطت الطائرة التي تستخدم عادة لنقل الجنود في مطار تورونتو مساء الخميس، قادمة من بيروت بعد توقف تقني في ألمانيا، وستليها طائرة عسكرية ثانية ستتوجه إلى مونتريال السبت.
وقال ترودو إن كندا تعتبر أن استقبال هؤلاء اللاجئين و"منحهم مستقبلا أفضل لهم ولأبنائهم برحابة صدر" يشكل "مصدر قوة".
وأصبحت كندا في عهد الحكومة الليبرالية الجديدة التي يقودها ترودو أول بلد في أمريكا الشمالية يفتح حدوده للاجئين السوريين.
وقبل انتخابه في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر، وعد ترودو باستقبال 25 ألف لاجئ سوري موجودين في سوريا ولبنان وتركيا قبل 31 كانون الأول/ ديسمبر.
لكن بعد اعتداءات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، وبسبب صعوبات لوجستية في تحقيق ذلك خلال فترة قصيرة، سيتم استقبال عشرة آلاف منهم قبل الموعد المحدد، وسيصل ال15 ألفا الباقون في كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير 2016.
وبينما كان ترودو يستقبل القادمين على متن الطائرة العسكرية في قاعة خاصة، وصل إلى المطار لاجئون ترعاهم جماعات خاصة على متن رحلات تجارية في الأيام القليلة الماضية، في صالة منفصلة عن الجسر الجوي العسكري. وكان في استقبالهم رعاة وكنديون عاديون حضروا إلى المطار للترحيب بالوافدين الجدد.
وقال أحد العاملين بجماعة أبراهام فيستيفال التي رعت أرملة وأطفالها الثلاثة بعد أن عاشوا في مخيم بالأردن لمدة عامين، "إنهم متعبون للغاية لكنهم سعداء ومفعمون بالأمل".
وعلى مقربة، حمل شاي ريف (20 عاما) لافتة كتب عليها باللغة العربية "مرحبا بكم في كندا".
"أنا هنا لإظهار التضامن والدعم للشعب السوري الذي يتعرض لإبادة في سوريا".
وأطلق رئيس بلدية تورونتو تغريدة ترحيب باللاجئين القادمين، وصدرت تورونتو ستار أكبر صحيفة في كندا وعلى صفحتها الأولى عنوان رئيسي باللغتين الإنجليزية والعربية "مرحبا بكم في كندا".
ويتناقض الترحيب الذي لقيه السوريون عند وصولهم إلى كندا بشكل حاد مع الاستقبال الذي يلقاه أقرانهم في الولايات المتحدة، حيث أثار الخوف من اللاجئين السوريين في أعقاب هجمات باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر معارضة للسماح بدخولهم، وقال حكام بعض الولايات الأمريكية إن ولاياتهم لن تقبل لاجئين سوريين.