سجلت الأطراف الليبية المتنازعة المجتمعة في العاصمة
التونسية، تونس، مساء الخميس، تقدما في مفاوضاتها المباشرة برعاية الأمم المتحدة.
وقال النائب في برلمان طبرق "مصطفى أبو شاقور"، على هامش هذه المفاوضات: "كان اللقاء ايجابيا وفيه تقدم ، خاصة أننا استشعرنا المرحلة الخطيرة التي تمر بها البلاد" .
وأضاف "أبو شاغور" في تصريحات للأناضول: "ناقشنا بعض القضايا الخلافية التي فيها اختلافات في وجهات النظر، واتفقنا على زيادة عدد مجلس رئاسة الدولة من 6 إلى 9"، مؤكدا حاجة
ليبيا إلى حل سياسي "ينقذ ما تبقى من البلاد"، حسب قوله.
بدوره، عبر المبعوث الأممي "مارتن كوبلر" عن أمله في توصل الفرقاء الليبيين إلى حل لأزمتهم.
وقال "كوبلر" في ختام اجتماع، الخميس، للإعلاميين: "هذه المرة الأولى التي يجتمع فيها هذا العدد الكبير من الفرقاء الليبيين، أثمن هذه المبادرات وأشجعها".
وأضاف قائلا: "أجمع الليبيون على مواصلة
الحوار، والوصول إلى حل سياسي لأزمتهم"، موضحا أن العودة إلى طاولة الحوار هي أهم الأولويات لهذه المرحلة، بحسب قوله
من جهة أخرى، قال "صالح مخزوم" النائب عن المؤتمر الوطني العام: "كان الاجتماع مثمرا، أكدنا خلاله عزمنا على ضرورة توحيد الجهود".
وتابع "مخزوم"، في تصريح للأناضول، قائلا: "هناك مؤشرات إيجابية، فهذا الحوار يجمع كل الأطراف الليبية برعاية الأمم المتحدة".
وبدأت الأطراف الليبية المتنازعة، صباح الخميس، اجتماعا تفاوضيا في العاصمة تونس برعاية مبعوث الأمم المتحدة "مارتن كوبلر".
ومن المتوقع أن يستمر هذا الاجتماع الذي ضم ممثلين عن البرلمان الليبي المنحل وآخرين عن المؤتمر الوطني العام، ومستقلين، يومين، تحضيرا لاجتماع
روما المزمع عقده في 13 من كانون أول/ ديسمبر الحالي.
وكان ممثلون عن البرلمان الليبي بطبرق والمؤتمر الوطني بطرابلس أعلنوا الأحد الماضي في تونس عن التوصل لاتفاق مبادئ ينص على تشكيل حكومة وحدة وطنية خلال أسبوعين، وإجراء انتخابات تشريعية ولجنة لمراجعة الدستور.
أمريكا تشارك لقاء روما
قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الخميس إن الوزير جون كيري سيكون في روما الأحد ليرأس مع نظيره الإيطالي باولو جينتيلوني اجتماعا حول ليبيا؛ لإعطاء زخم من أجل الاتفاق على حكومة وحدة وطنية.
وأضاف مارك تونر أن الاجتماع "سيؤكد التزام المجتمع الدولي لمساعدة الليبيين على التحرك بسرعة لتشكيل حكومة وحدة وطنية".
وقد دعت إيطاليا والولايات المتحدة إلى المؤتمر في روما؛ لدفع الأطراف الليبية إلى التوقيع في أقرب وقت على اتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية، "كأساس وحيد لمواجهة" تنظيم الدولة، كما أعلن مؤخرا وزير الخارجية الإيطالي.
والمؤتمر نسخة طبق الأصل عن مؤتمر فيينا حول مستقبل سوريا.
ويجمع المؤتمر خلال يوم عمل واحد، الولايات المتحدة وروسيا والأعضاء الثلاثة الدائمين في مجلس الأمن (بريطانيا والصين وفرنسا)، والدول الأوروبية الكبرى ودول المنطقة، مثل الجزائر والمغرب ومصر.
وتشهد ليبيا فوضى أمنية ونزاعا على السلطة تسببا بانقسام البلاد قبل نحو عام ونصف عام بين السلطتين اللتين تتقاسمان الحكم، السلطة المعترف بها دوليا في الشرق، والسلطة المناوئة لها التي تدير طرابلس بمساندة تحالف جماعات مسلحة تحت مسمى "فجر ليبيا".
ويتطلع المجتمع الدولي إلى إنهاء النزاع في ليبيا عبر توحيد السلطتين في حكومة واحدة تلقى مساندة دولية في مهمتين رئيسيتين: مواجهة خطر التطرف الذي وجد موطئ قدم له في الفوضى الليبية، ومكافحة الهجرة غير الشرعية.