نزيف الخسائر يطارد شركات الطيران المصرية

شهدت حركة السفر في السوق المصري تراجعا حادا خلال الأيام الماضية، وتسبب حادث سقوط الطائرة الروسية، الشهر الماضي، في تكبد القطاع لخسائر قاسية، وسط توقعات باستمرار تراجع حركة السفر في ظل إصرار دول أوروبية على حظر سفر مواطنيها إلى مصر.

وقال نائب رئيس الاتحاد المصري للنقل الجوي، يسري عبد الوهاب، إن خسائر شركات الطيران المصرية، التي تنظم رحلات الطيران العارض بلغت نحو 100 مليون جنيه، أي نحو 12.8 مليون دولار، وذلك خلال تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بسبب إلغاء الحجوزات السياحية الوافدة من روسيا وإنجلترا، منذ حادث إسقاط طائرة الركاب الروسية، نهاية تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

وأضاف عبد الوهاب أن الإلغاء تسبب في انخفاض رحلات الطيران العارض الوافدة إلى مصر بنسبة تجاوزت 70% خلال الشهر الماضي.

وأضاف نائب رئيس الاتحاد المصري للنقل الجوي، أن تأثير الأزمة على حركة الطيران المنتظمة محدود للغاية، والتأثير الأكبر في رحلات الطيران العارض.

وقال إن شركات الطيران الخاصة في مصر تلقت وعودا من وزارة السياحة المصرية بدعم رحلاتها غير المنتظمة الوافدة من شرق أوروبا وبعض الدول العربية، لتحفيزها على زيادة تلك الرحلات خلال الفترة المقبلة، مشيرا إلى أن قيمة الدعم لم تحدد بعد.

وقال رئيس شركة "نما للسياحة"، أشرف لملوم، إن جميع رحلات الطيران سواء الخارجي أو الداخلي انخفضت بنسب كبيرة خلال الفترة الماضية، خاصة بعد حادث سقوط الطائرة الروسية، إضافة إلى استمرار تراجع معدلات الحركة في القطاع السياحي.

وتوقع "لملوم" في تصريحات خاصة لـ "عربي 21"، أن يشهد القطاع مزيدا من الخسائر إذا استمرت الدول الأوروبية في حظر سفر مواطنيها إلى مصر، لافتا إلى أن السوق العربي لم يشهد أي تطور في حركة السفر من وإلى القاهرة خلال الفترة الماضية، بعكس ما يردده مسؤولون مصريون في وسائل الإعلام المحلية.

وقدر وزير السياحة المصري، هشام زعزوع، خسائر قطاع السياحة في بلاده بعد حادث سقوط الطائرة الروسية بنحو 2.2 مليار جنيه شهريا، أي نحو 280 مليون دولار، وتشمل الخسائر المباشرة وغير المباشرة للقطاع، كما انخفضت نسبة إشغال الفنادق من 70% إلى 30% فقط جراء الحادث الإرهابي.

وأعلن دميتري غورين نائب رئيس اتحاد شركات السياحة الروسية، اليوم، أن الاتحاد يأمل في استئناف حركة الطيران بين روسيا ومصر قبل نهاية كانون الثاني/يناير أو شباط /فبراير من العام المقبل، وفقا لوسائل إعلام روسية.

وكان وزير النقل الروسي، ماكسيم سوكولوف، قد أعلن مطلع كانون الأول/ديسمبر الجاري، أن الطيران الروسي لن يستأنف رحلاته إلى مصر في 2015، وأن موعد استئناف الطيران مرتبط بالعمل مع زملائنا المصريين لضمان تأمين الطيران.

ووفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة السياحة المصرية، فقد بلغ العدد الإجمالي للسائحين الوافدين إلى مصر نحو 6.6 ملايين سائح، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري، مقابل نحو 6.3 ملايين سائح في الفترة نفسها من العام الماضي.

كما بلغت إيرادات مصر من السياحة نحو 4.5 مليارات دولار، خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الجاري.