أعربت وسائل إعلام وحسابات شيعية على مواقع التواصل الاجتماعي، عن استيائها الكبير من حفاوة الاستقبال السعودي لرئيس إقليم
كردستان العراق، مسعود بارزاني، في وقت رأى نشطاء أكراد أن حفاوة استقبال الرياض لرئيسهم دليل على نجاحه في بناء علاقات متميزة مع الجوار الإقليمي.
وعنونت صحيفة "الموقف"، الصادرة عن كتائب سيد الشهداء (أحد فصائل الحشد الشعبي)، صفحتها الأولى بـ"زيارة مفاجئة يقوم بها المنتهية ولايته بارزاني إلى
السعودية"، وأرفقت الخبر بصورة لبارزاني وهو يعانق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وفي موقع "الفراتين" الإخباري، كتب المحلل بليغ الكاظمي عن الزيارة بوصفها لقاء لاثنين من أكبر داعمي تنظيم الدولة في المنطقة، معتبرا أن ما أسماه "التآمر على
الشيعة والتربص بهم سيكون أبرز ما يسفر عن اجتماع رئيس الإقليم الكردي مع عاهل المملكة الوهابية"، بحسب تعبيره.
وفي السياق ذاته، اعتبر المدون الشيعي سيد إحسان العميدي، أن الاستقبال المتميز الذي أعدته السعودية لبارزاني يرمي إلى إغاظة الطبقة الشيعية الحاكمة في العراق، ومحاولة لاستمالة وكسب رئيس الإقليم الكردي الذي يواجه مشكلات لا حصر لها مع الحكومة المركزية في بغداد.
وتوقع العميدي أن يحصل رئيس الإقليم الكردي على دعم مادي ومعنوي كبير، لكن غير معلن، من السعودية وبقية الدول الخليجية التي ستشملها جولة بارزاني، وقال إن الثمن المقابل سيكون طلب المزيد من التأزيم مع الأحزاب الشيعية الحاكمة، كما قال.
من جهته، قال العقيد باقر الوائلي في صفحة "حشدنا المقدس" على موقع "فيسبوك"، إن تنظيم الدولة سيكون الأكثر فرحا واحتفالا بزيارة بارزاني إلى السعودية، لأن نتائجها ستصب في صالحة، محذرا من "صفقات مريبة ومشبوهة" سيتم إبرامها في هذه الزيارة، وفق قوله.
واعتبر الوائلي أن استهداف "الحشد الشعبي المقدس" هو واحد من أبرز الأهداف التي تجمع بين نظام بارزاني وحكام الرياض، داعيا شيعة السعودية إلى رفع صوتهم الرافض لهذه الزيارة، ومحاولة تنظيم تجمعات احتجاجية على اجتماع "زعماء النواصب" بحسب تعبيره.
في المقابل، أكد نشطاء أكراد أن احتفال السعودية برئيس إقليم كردستان هو دليل على نجاح كبير حققه الإقليم في مجال العلاقات مع دول الجوار الإقليمي، وهو المجال ذاته الذي فشلت فيه وبشكل ذريع حكومة الائتلاف الشيعي في بغداد.
وكتب أشتي خوشناو في مدونة "آزادي" (الحرية) أن تطبيع العلاقات بين حكومة بغداد التي يتزعمها الائتلاف الشيعي والرياض، فشلت بشكل ذريع خلال السنوات الماضية، والدليل عدم افتتاح سفارة أو أي تمثيل دبلوماسي للسعودية في بغداد.
وفي المقابل، يقول خوشناو: "نجد أن حكومة إقليم كردستان نجحت في هذا المجال، وأن رئيس الإقليم تم استقباله من جميع المسؤولين في المملكة وبلا استثناء"، فيما أفردت وسائل الإعلام السعودية جزءا كبيرا من محتواها لتغطية الزيارة.
من جانبه، بيّن الكاتب والمحلل السياسي الكردي، نوزاد صباح، أن الاستياء الشيعي واضح وبشكل كبير عقب النجاح الأولي لجولة بارزاني في دول الخليج، التي تم استقباله فيها بشكل متميز.
وأشار المحلل الكردي إلى أن متانة العلاقات الكردية - الخليجية يتم ترجمتها على أرض الواقع من خلال عدد القنصليات الخليجية التي يتزايد في الإقليم الكردي، وكذلك المصالح التجارية التي تتوسع بشكل مستمر في محافظات الإقليم عموما، وعاصمته أربيل بشكل خاص.
وكان مصدر في ديوان رئاسة إقليم كردستان قد أعلن في وقت سابق أن زيارة بارزاني إلى الرياض توجت بمأدبة غداء أقامها العاهل السعودي لرئيس الإقليم، بحضور أكثر من 20 أميرا ومسؤولا سعوديا.
ووصل بارزاني إلى الرياض الاثنين، والتقاه العاهل السعودي، وأقام له مأدبة غداء يوم الثلاثاء، بحسب ما وأردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس".
وبدأ البارزاني جولة خليجية استهلها بزيارة إلى الإمارات العربية المتحدة، والتقى هناك ولي عهد أبو ظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.