نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرا حول المناقشات الدائرة بين الولايات المتحدة وفرنسا، بشأن تقديم الدعم لوحدات حماية الشعب الكردي، في إطار حربها على
تنظيم الدولة، وسط رفض تركي لهذا الدعم، لما تمثله هذه المليشيات الكردية من خطر على أمنها.
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن
فرنسا وأمريكا، الحليفتين في
الحرب على تنظيم الدولة، تسعيان للوصول إلى خطة عملية لإحراز نصر واضح على التنظيم، "ولكن يبدو أن وجهات نظرهما متباعدة".
وأضافت أن وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان، ونظيره الأمريكي أشتون كارتر؛ التقيا في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر بواشنطن، لمناقشة التعاون الثنائي بين البلدين، وخاصة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة عن توسيع قائمة أهدافها ضد تنظيم الدولة في
سوريا.
وأشارت إلى أن التصعيد الذي توعّد به فرنسوا هولاند ضد تنظيم الدولة بسوريا، في 14 تشرين الثاني/نوفمبر، قد تحقق، فقد شهد يوم الاثنين الماضي انطلاق الطيران الفرنسي، عبر حاملة الطائرات البحرية "شارل ديغول"، لاستهداف تنظيم الدولة بكل من مدينة الرقة بسوريا، ومدينة الموصل والرمادي بالعراق.
وبحسب الصحيفة؛ فإن حاملة الطائرات ستمكث لمدة أسبوع في شرق البحر الأبيض المتوسط، قبل أن تغادر لتلتقي بنظيرتها الأمريكية بالخليج العربي.
واعتبرت "لوموند" أن الضربات الجوية وحدها "لن تقضي على تنظيم الدولة، وبالتالي فإن التحدي الذي يواجهه أوباما وهولاند هو التحضير للخطوة القادمة، حيث ترى باريس أن الاعتماد على وحدات حماية الشعب الكردي، التي تتمركز الآن شمالي الرقة، أمر ضروري".
وقالت إن هذه المليشيات الكردية ما هي إلا امتداد لحزب العمال الكردستاني التركي، "وهي المنظمة التي تُعد العدو الأول لأنقرة، كما أن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي يصنفانها ضمن قائمة المنظمات الإرهابية".
واستدركت بأن "وحدات حماية الشعب أصبحت الآن الحليف الاستراتيجي للاتحاد الأوروبي في حربه ضد تنظيم الدولة"، مشيرة إلى قول الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند: "كما أحرز
الأكراد تقدما في
العراق؛ فإنه يمكنهم أن يحرزوا تقدما في سوريا أيضا".
وأضافت الصحيفة أن أكراد سوريا استفادوا من المساعدات العسكرية التي قدمتها كل من فرنسا والولايات المتحدة، "لكن ما صرّح به المتحدث باسم البنتاغون قلب الموازين، حيث قال: نحن لم نقدم أسلحة أو ذخيرة لوحدات حماية الشعب الكردي، بل كانت موجهة لتحالف المعارضة السورية".
واعتبرت أن تصريحات المتحدث باسم البنتاغون "ما هي إلا تمويه، فأمريكا لا تريد أن تعلن دعمها لوحدات حماية الشعب، وفي نفس الوقت لا تريد قطع المساعدات عنها".
وأفادت الصحيفة بأن وحدات حماية الشعب هي الجهة المسلحة التابعة لإدارة الحكم الذاتي، التي أعلنت من قبل أكراد سوريا "الروجافا"، وتسيطر هذه الإدارة على ثلاث مناطق متباعدة جغرافيا على الحدود التركية، وهي عفرين وكوباني والجزيرة.
وبينت أن وحدات حماية الشعب كانت حليف حافظ الأسد حتى سنة 1990، حيث استطاع حزب العمال الكردستاني أن يخلق امتدادا سياسيا له بسوريا، وهو حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي أعاد علاقاته مع النظام عام 2011 مع بداية الثورة السورية، لتسمح دمشق للأكراد بالسيطرة على المناطق الكردية السورية.
وبحسب الصحيفة؛ فإن حزب الاتحاد الديمقراطي تلقى دعما من أمريكا، تمثل في إمدادات السلاح والغطاء الجوي الذي وفرته عبر طائراتها في حرب الأكراد ضد تنظيم الدولة في مدينة كوباني، ما أدى إلى "هزيمة" التنظيم وهروبه من المدينة مع بداية عام 2015.
وأضافت "لوموند" أن التعاون التعاون بين الأكراد والولايات المتحدة؛ تواصل في كامل الشمال الشرقي لسوريا، حيث تقدم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، بغطاء جوي أمريكي، في مناطق عربية من الجزيرة وتل أبيض على الحدود السورية التركية.
وأشارت إلى أن عددا من الفصائل المعارضة العربية تحالفت مع حزب الاتحاد الديمقراطي، دون التغيير في الهدف الاستراتيجي لكلا الفريقين، فأعلنوا إنشاء "القوات الديمقراطية السورية"، موضحة أن هذا التحالف يضم فصائل من المعارضة العربية والمسيحية وحزب الاتحاد الديمقراطي، وقد أعلن هذا التحالف في 11 تشرين الأول/ أكتوبر.
وفي الختام؛ نقلت الصحيفة عن مصدر من وزارة الدفاع الفرنسية، قوله إن مليشيات الأكراد متهمة بانتدابها للأطفال ضمن صفوفها، وعناصرها "متهمون بارتكاب جرائم عديدة، وبتدمير المدن العربية التي دخلوها".