نبه وزير الخارجية الإسباني السابق، ميغيل إنخيل موراتينوس، إلى أن الروح
الحربية التي تطغى على الخطاب السياسي في
أوروبا بعد هجمات
باريس؛ تعطي
تنظيم الدولة صفة الدولة، وهو ما يخدم التنظيم في نهاية المطاف. وقال إنه بالتوازي مع العمليات العسكرية ضد التنظيم، فإنه يجب المضي بالحل في سوريا، وتخفيف الاحتقان في الأراضي الفلسطينية.
ونقلت صحيفة لوموند الفرنسية، في تقرير ترجمته "عربي21"، عن الوزير السابق في حكومة خوسيه لويس ثباتيرو، قوله: "إن الحديث عن حرب ضد تنظيم الدولة يعطيه شكلا من الشرعية، كما لو أنه أصبح فعلا دولة، وبالتالي يجب تجنب الخطابات الحربية، رغم أن التدخل العسكري ضروري لهزيمة هذه التنظيم".
واعتبر وزير الخارجية الإسباني السابق أن "مفردات الحرب التي تستعمل في سياق الحديث عن التنظيم تتأقلم مع مخططاته؛ لأنها توحي بأن التنظيم هو دولة لها جيشها، رغم أنه قبل كل شيء تنظيم إرهابي يريد فرض أيديولوجيته على العالم".
وأضاف: "يجب الذهاب بالحرب ضد التنظيم إلى منتهاها، دون تفكير في التراجع، لكن يجب بالموازاة مع ذلك القيام بمبادرات سياسية، مثل الإسراع في الانتقال السياسي للسلطة بسوريا، كما يجب أيضا وضع حد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وحذر ميغيل من أن هجمات باريس الأخيرة لها تداعيات كبيرة على أوروبا، وعلى علاقات الغرب بالعالم العربي، وسيكون لها تأثير خطير مماثل لما حصل بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001.
وقال: "بعد عمليات باريس، يجب أن تكون استراتيجية محاربة تنظيم الدولة بمشاركة الجميع، فالوضع يستوجب تدخل الدول الأقوى في الأمم المتحدة، وعلى أمريكا أن تعيد النظر في انسحابها السياسي من المنطقة".
وذكر الوزير الإسباني السابق أن القوى الكبرى يجب أن تتحالف، ففرنسا وبريطانيا اللتان شكلتا خريطة منطقة الشرق الأوسط في القرن المنقضي، لهما الأولوية في محاربة التنظيم ودحره، لكن يجب عليهما أن تأخذا بعين الاعتبار أن سوريا تعيش حربا أهلية.
وقال إنه يجب الإعداد لمرحلة الانتقال السياسي، ورأى أن بقاء بشار الأسد أو ذهابه لم يعد هو المشكلة، لأن الوقت الذي ضاع في التفاوض حول هذه المسألة، ووضع الشروط والعراقيل للوصول لاتفاق يرضي كل الأطراف، كانت فيه الحرب تحصد أرواح الآلاف في سوريا، وفق قوله.
وأضاف: "الآن سوريا تعرضت لدمار كبير، وتنظيم الدولة يسيطر على جزء مهم منها، وبدلا من المواصلة في إضاعة الوقت، نحن بحاجة لحل سياسي بقيادة السوريين، وفي هذا السياق كانت مفاوضات فيينا، وهي قد تكون مثمرة خاصة بعد مشاركة إيران"، وفق تقديره.
وعن مطالبة الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، الاتحاد الأوروبي بتطبيق المادة 42.7 التي تنص على التعاون العسكري بين الدول الأوروبية، اعتبر موراتينوس أن ما قام به هولاند فكرة جيدة.
وقال: "الفكرة مستوحاة من روح الاتحاد الأوروبي، فهي تظهر مدى تضامننا، لهذا يجب عقد قمة خاصة برؤساء الدول الأوروبية وحكوماتها لمناقشة هذا الموضوع"، كما اعتبر أن اللجوء لتعاون أوروبي أفضل من اللجوء لمنظمة حلف الشمال الأطلسي، حتى لا ينقطع الحوار مع روسيا.
ورأى أن عمليات باريس مهّدت الطريق لبناء جهاز أمني لأوروبا أو جهاز مخابرات أوروبي موحد، ذلك أن التحديات القائمة تمنع من التقوقع على الحدود الوطنية لكل دولة، فخطر الإرهاب يشمل الجميع، كما أن نظام شنغن لحرية الحركة يجب أن يستمر العمل به.
ولاحظ أن "أغلب من قاموا بالعمليات الإرهابية في باريس هم فرنسيون وليسوا أجانب، ولذلك لا مجال للتنازل عن منظومة شنغن، لكن يجب التعديل فيها وتعزيز الرقابة على الحدود الخارجية".