غادر نائب
الرئيس اليمني، ورئيس الحكومة خالد بحاح، محافظة مأرب الغنية بالنفط، عائدا إلى عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، بعد زيارة قام بها برفقة مسؤولين حكوميين استمرت لساعات الأحد.
واحتفى مؤيدو الشرعية في مأرب بوصول نائب الرئيس والوفد المرافق له إلى المحافظة، التي تسيطر عليها قوات الجيش الوطني الموالي للشرعية، باستثناء مدينتي" صرواح وبيحان" التي تشهد معارك عنيفة ضد
الحوثيين وقوات علي عبد الله صالح.
واعتبر محللون يمنيون أن هذه الزيارة حملت دلالات عدة منها "إظهار حجم التقدم الكبير على الأرض لقوات الشرعية، وتجاوز مرحلة الانتقادات الموجهة للرئاسة والحكومة على خلفية بقائها خارج البلاد، فضلا عن إشارات حقيقية لدعم العمليات العسكرية المرتقبة، باتجاه العاصمة صنعاء".
إثبات وجود السلطات الشرعية
من جهته، اعتبر الصحفي والمحلل السياسي، رياض الأحمدي، الزيارة تطورا مهما في توقيت حساس، حيث تأتي ضمن خطوات أخرى سعت من خلالها السلطة ممثلة بالرئيس عبد ربه منصور هادي، وحكومة خالد بحاح، إلى "إثبات سيطرتها على الأرض وتعدي الخطر الذي كان يجعلها خارج البلاد".
وقال في حديث خاص لـ
"عربي21" إن تحركات الشرعية ترسل مؤشرات حقيقية لطبيعة التقدم الذي أحرزته قواتها المدعومة من التحالف، إذ أن الرئيس هادي في عدن والحكومة تجولت بين مأرب وسقطرى، وهذا لم يكن ممكنا في وقت سابق".
وبحسب الأحمدي ، فإن هذا التحرك جاء بالتزامن مع تحضيرات المفاوضات "ليقوي موقفها ويسد ثغرة مهمة كانت تجلب لها الانتقادات بسبب وجودها خارج البلاد"، وفق تعبيره.
تأكيدا لفك الارتباط عن صنعاء
من جانبه، قال الصحفي والناشط في المقاومة الشعبية بمأرب، علي العقيلي، إن زيارة بحاح، على الرغم من قصرها، وجهت رسالة إلى الداخل والخارج بأن "السلطة المحلية ممثلة بالمحافظ سلطان العرادة لها كامل الشرعية بمأرب".
وأضاف في حديث خاص لـ
"عربي21" أن وصول رئيس الحكومة إلى مأرب، جاء ليؤيد قرارات العرادة الأخيرة بخصوص إيقاف توريد العائدات النفطية، إلى البنك المركزي في صنعاء، والتي اتخذها المحافظ بتوجيهات من الرئيس هادي".
وكان محافظ مأرب الغنية بالنفط، قد أعلن قبل أيام، فك ارتباط المحافظة ماليا عن سلطة الحوثيين في صنعاء.
وأشار العقيلي إلى أن من ضمن دلالات الزيارة التقريب بين أقطاب الشرعية وتوحيد جهودها، بعدما عانت بعض الشيء "من التشتت والعمل غير المتكامل أو الموحد". مؤكدا أنها "تمثل دعما معنويا للجانب العسكري الذي ترافقه عقب وصول قوات عسكرية إلى مأرب استعدادا لمعركة تحرير صنعاء".
وغادر خالد بحاح مع وفد وزاري من حكومته، محافظة مأرب عصر الأحد، بعد زيارة استمرت لساعات للمحافظة الواقعة (شمال شرقي البلاد)، والتي تتزامن مع دفع التحالف بتعزيزات عسكرية لقوات يمنية مدربة إليها، استعدادا لشن عملية واسعة في محيط صنعاء.
صالح يدعو إلى وقف القتال
وعلى صعيد آخر، دعا الرئيس اليمني المخلوع، علي عبد الله صالح، مساء الأحد، إلى وقف القتال وانسحاب جميع المسلحين من مدينة
تعز التي تشهد منذ ستة أيام معارك عنيفة بين قوات المقاومة والجيش الوطني المؤيد للشرعية، ومسلحي الحوثي وقوات الجيش التابعة لصالح.
وقال صالح، في رسالة نشرها على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك"، إن على عقلاء تعز وقياداتها الاجتماعية والسياسية، ورجال أعمالها، العمل على إيقاف الحرب والصراع الدائر فيها، والذي تخطط له القوى المتآمرة على البلد بشكل عام.
وتابع "تعز ليست مساحة جغرافية فقط، بل إنها الثروة البشرية الكبيرة في اليمن الموحد"، فهي "موجودة في كل عزل ومديريات وقرى الجمهورية".
وبحسب رسالة علي عبد الله صالح، فإن على جميع الميليشيات المسلحة الخروج من المدينة، بما في ذلك القوات الغازية في إشارة منه إلى قوات التحالف بقيادة السعودية التي تشارك بقوة في عملية تحرير تعز.
وتشارك ألوية عسكرية ضخمة، موالية للمخلوع صالح، في العمليات التي يشنها الحوثيون على المدينة، منذ نيسان/ أبريل الماضي، حيث أسفرت عن سقوط آلاف المدنيين بين قتيل وجريح.