في ظل التصعيد المتبادل بين مليشيا الحشد الشيعي والقوات الكردية في
العراق، تداول نشطاء على مواقع التواصل، فيديو مصور في وقت سابق أثناء مناسبة شيعية في مدينة النجف، جنوب بغداد، وفيها يتسابق الشعراء إلى إلقاء قصائد تهديد ووعيد لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني وقوات
البيشمركة، بينما أبدى الجمهور الضخم حماسا وتأييدا كبيرين لهذه الأشعار والهتافات.
وظهر الشاعر الشعبي محمد الأعاجيبي مرتديا درعا عسكريا ويحمل بندقية، وألقى في آلاف الشيعة الذين كانوا يقومون بزيارة المنتصف من شعبان مدينة النجف ذات القدسية الكبيرة للشيعة في العراق، مجموعة قصائد حماسية خصصها لتهديد رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وقوات البيشمركة الكردية.
واستغرب الشاعر العاجيبي من تمثيل قوات البيشمركة لدور الرجال وشجاعتهم، مشددا على أن سكوت المرجع السيستاني هو الذي يحول بين الحشد الشيعي وبين قوات البيشمركة، وأن رجال الشيعة ينتظرون كلمة واحدة من السيد حتى يقومون بالهجوم على هذه القوات.
وأجبرت الجماهير الكبيرة المحتشدة في مرقد علي بن أبي طالب بالنجف، جنوب بغداد، الشاعر الأعاجيبي على تكرار قصيدته عدة مرات، وقابلتها بالتصفيق والهتاف الحماسي، والتأييد مصحوبا بكلمات الشتائم والوعيد للقوات الكردية التي ينص الدستور العراقي على أنها جزء من المنظومة الأمنية الوطنية.
ونال الفيديو المذكور والذي انتشر بصورة سريعة جدا أكثر من 70 ألف مشاهدة، وألف مشاركة، و4 ألاف إعجاب بعد ساعتين فقط من نشره تحت عنوان "رد شيعي مزلزل من أطهر بقعة في الأرض"، في موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، بينما تشابهت معظم التعليقات والتي ركزت على توعد الأكراد بعقوبة رهيبة بعد موقعة طوزخرماتو.
في المقابل أبدى نشطاء استغرابهم من تحويل مناسبة دينية شيعية إلى مهرجان شعري يتضمن كلمات وألفاظ نابية، وتحريض صريح على القتل وسفك الدماء وسط مظاهر عسكرية كثيفة غير مسبوقة داخل مرقد مخصص لأداء الشعائر والعبادات الشيعية.
وأفردت المئات من الحسابات الشيعية على موقعي "فسيبوك" و"تويتر" تغطيتها بشكل كامل للتحريض ضد الأكراد وقواتهم الأمنية، وذلك عقب مصادمات عنيفة جرت مؤخرا بين
الحشد الشعبي والبيشمركة الكردية في قضاء طوزخرماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، شمال بغداد.
وبحسب إحصائية كردية رسمية، فإن 21 شخص لقوا حتفهم فضلا عن جرح عدد كبير من المواطنين والعسكريين في أحداث طوزخرماتو، في وقت أكد مسؤول كردي رفيع أن قوات البيشمركة اصطدمت مع عناصر من الحشد كانوا يقومون بحرق منازل ومحال تعود لمواطنيين سنة في القضاء.
وسارعت الفصائل الشيعية المنضوية ضمن الحشد الشعبي إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة من أجل تعزيز موقف المليشيات المتواجدة هناك ضد قوات البيشمركة قبل أن يتم الإعلان عن التوصل لاتفاق بين الطرفين يشمل تهدئة الأوضاع، وإطلاق سراح الأسرى، وتعويض المتضررين.
ويرى مراقبون أن اتفاق التسوية المعلن حاليا تم اللجوء إليه من أجل كسب الوقت وحشد المزيد من القطعات العسكرية داخل القضاء الذي يقطنه مواطنون من الأكراد والعرب السنة بالإضافة إلى التركمان الشيعة والذين يؤلفون العنصر الأساس في مليشيا الحشد التي تم تشكيلها بناء على فتوى من المرجع الشيعي علي السيستاني بعد سيطرة تنظيم الدولة على مدينة الموصل ومناطق أخرى في حزيران/ يونيو من العام الماضي.