ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية؛ أن أحد الانتحاريين الذين فجروا أنفسهم بالقرب من ملعب لكرة القدم كانت تجري فيه مباراة دولية، الجمعة، كان قد اكتشف أمره عند قيام موظفي الأمن بتفتيشه على بوابات المعلب، قبل أن يفر بعيدا عن الحراس ويفجر سترته الناسفة.
وكان أحد الانتحاريين قد فجر نفسه بالقرب من ملعب "ستاد دي فرانس"، في وقت كان فيه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند موجودا داخل الملعب، ضمن نحو 80 ألف متفرج، لمتابعة مباراة ودية لكرة القدم بين منتخبي
فرنسا وألمانيا.
ونقلت الصحيفة عن أحد موظفي الأمن أن الانتحاري كان يحمل تذكرة صالحة للدخول، لكن عناصر الحراسة على البوابات اكتشفوا أن الرجل يرتدي سترة ناسفة خلال عملية التفتيش، بعد مرور 15 دقيقة على بدء المباراة، ليتراجع بعدها الانتحاري إلى الخلف ويفجر نفسه، وهو ما أكده أحد عناصر الأمن في الملعب والشرطة أيضا.
وتعتقد الشرطة أن هدف الانتحاري كان تفجير نفسه داخل الملعب لإحداث حالة من التدافع والفرار الجماعي لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا، وذكرت أن السترة الناسفة كانت تحوي مسامير أيضا.
وبعد ثلاث دقائق، فجر انتحاري آخر نفسه خارج الملعب، ليتبعه ثالث بالقرب من فرع لمطعم ماكدونالدز.
وقتل 132 شخصا على الأقل في هجمات مساء الجمعة، غالبيتهم في صالة باتاكلان للحفلات، حيث تم استخدام بنادق في الهجوم واحتجاز. وتقول الشرطة إن سبعة مهاجمين نفذوا هذه العمليات.
وكان انفجاران قد سمعا داخل الملعب، لكن الموجودين في الداخل ظنوا أنها أصوات ألعاب نارية.
وتنقل الصحيفة عن الحارس، واسمه الأول زهير، أنه كان موجودا بالقرب من الممر الذي يستخدمه اللاعبون للنزول إلى أرض المعلب، ولم يكن يعلم أنها أصوات انفجارات، لكنه سمع بعد ذلك عبر القبضات اللاسلكية أن الرئيس هولاند يغادر الملعب، كما شاهده وهو يغادر منصة الشخصيات الخاصة، عندها أدرك أن الأمر يتعلق بانفجارات.
ولم يكن زهير الذي يعمل لدى شركة أمن خاصة؛ موجودا على البوابات، لكنه ينقل عن زملائه الذين كانوا يقومون بمهام الأمن هناك ما جرى، وهي الرواية التي أكدتها الشرطة، وفق الصحيفة.
وكانت السلطات الفرنسية قد تجنبت إبلاغ الجمهور في الملعب بما يجري، وتركت المباراة لتستمر حتى نهايتها، لمنع نشر الذعر والتسبب بحالة هيجان وتدافع بين عشرات الآلاف من الجماهير.
وتنقل الصحيفة عن شهود كانوا في الملعب أنهم بدأوا بسماع الأخبار في النصف الثاني من المباراة، حينما بدأت عائلاتهم بالاتصال بهم للاطمئنان عليهم.
ولم يغادر أعضاء الفريق الألماني الملعب، بل أُحضرت لهم فرش للنوم داخل الملعب، حتى صباح السبت، حيث غادروا مباشرة إلى بلادهم، علما بأنه الفريق الألماني كان قد أخلي من الفندق الذي يقيمون فيه صباح الجمعة بسبب وجود تهديد بقنبلة.