مقالات مختارة

داعش في الضاحية... لبّيك خامنئي

أحمد عيّاش
1300x600
1300x600
كتب أحمد عياش: لم يظهر أحد بالأمس على شاشات التلفزة المحلية التي غطت التفجيرين الانتحاريين في برج البراجنة في الضاحية الجنوبية لبيروت يذرف الدموع على الضحايا بل ظهرت مجموعات من الشبان وقفوا خلف كل من حضر من المسؤولين متفقدا أو مواسيا ليهتفوا "لبيّكِ يا زينب... لبيّك "حزب الله"... الموت لآل سعود". وبدا بعض الهاتفين مبتسما والآخرون في عبوس. ويروي أحد الوزراء الذين تفقدوا مسرح الجريمة أنه شعر في لحظة انه سيتعرّض لسوء من هذه المجموعات التي كانت تصل تباعا إلى المكان على متن دراجات نارية بما يشبه تنظيم ميليشيا "الباسيج" الإيرانية. وقد سمع من وراء ظهره هتافا يدعو بالموت على الجهة السياسية التي ينتمي إليها الوزير والسبب على ما يبدو أن الأخير ارتكب "خطأ" بدعوته إلى حماية لبنان من خلال ضبط الحدود بين لبنان وسوريا منعا لتسرّب الإرهاب. كما لم يعر محركو الشبان اهتماما لاستنكار السعودية التفجيرين عبر سفيرها في لبنان علي عواض عسيري الذي عبّر عن "إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتفجير الإرهابي".

في تكملة للتغطية المباشرة خصصت قناة "المنار" التابعة لـ"حزب الله" كل وقتها للأصوات التي تقرأ الحدث من زاوية "الانتصار" الذي تحققه إيران والحزب ونظام بشار الأسد في الميدان السوري لا سيما في ريف حلب. وقد أرفقت هذه التغطية بإطلالة المستشار السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين الخليل من مكان الحدث الذي أكد على ان حزبه "في الطريق الصحيح"، وما لم يقله الخليل قاله وزير الإعلام السوري عمران الزعبي في اتصال هاتفي مع "المنار" الذي ضم إلى لائحة التكفيريين "الجيش السوري الحر" الذي لا تعتبره موسكو إرهابيا بل هو طرف مناسب في الحوار مع نظام الأسد لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.

في مكان ليس ببعيد عن مسرح التفجيرين اجتمع الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مع نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية حسين أمير عبد اللهيان الذي كان وصل إلى لبنان لتوّه من روسيا حيث كانت الأطروحة الإيرانية في محادثات موسكو تقول: "حسنا، لقد حققنا انتصارا في حلب ولن نتراجع عن بقاء الأسد رئيسا" وذلك ردا على المقترح الروسي الذي دعا عشية الجزء الثاني من مؤتمر فيينا إلى مرحلة انتقالية قد تفضي إلى إقصاء الأسد. وقد عبّر بوضوح عن هذا التوجه الإيراني وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي علي جنّتي الذي نقلت عنه وكالة مهر للأنباء الإيرانية تأكيده "بقاء حكومة الأسد".

صراع البقاء الذي يخوضه مشروع المرشد الإيراني الإمام خامنئي في المنطقة لن ينتهي على يد تنظيم "داعش" الذي امتدت ذراعه الآن إلى داخل لبنان. وسيبقى هتاف "لبيك خامنئي" أعلى حتى من أنين المصابين في برج البراجنة. لذلك لا يحتاج "حزب الله" إلى مواساة في الضاحية بل إلى تغطية تورّطه في سوريا. خذوا علما.

(عن صحيفة النهار اللبنانية- 15 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015)
التعليقات (1)
achoumou5
الإثنين، 16-11-2015 11:05 ص
Kama toudin touden