يبدو أن
اجتماع فيينا لبحث الأزمة في
سوريا سيأخذ "منحى جديدا" بعد الهجمات العنيفة التي هزت باريس ليلة أمس وأوقعت نحو 128 قتيلا ومئات الجرحى وتبناها تنظيم الدولة في بيان رسمي.
وقالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني، إن اجتماع فيينا الذي بدأ السبت يجب أن "يأخذ معنى آخر" بعد
هجمات باريس.
وأشارت موغيريني إلى أن الدول المجتمعة حول الطاولة عانت جميعها من الألم نفسه والرعب نفسه والصدمة نفسها خلال الأسابيع الأخيرة"، مشيرة على سبيل المثال إلى "لبنان وروسيا ومصر وتركيا".
وبدأ السبت اجتماع فيينا بحضور الولايات المتحدة وروسيا، سعيا لإيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا على خلفية هجمات غير مسبوقة في باريس وخلافات تتعلق بمصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، على ما أفاد به مصدر دبلوماسي.
وهذا الاجتماع الدولي الثاني خلال خمسة عشر يوما، يأتي بعد ساعات من هجمات باريس التي أوقعت ما لا يقل عن 128 قتيلا.
ويشارك في اجتماع فيينا نحو عشرين وفدا حول وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري والروسي سيرغي لافروف.
من جانبه، دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس السبت إلى "تنسيق المكافحة الدولية للإرهاب" إثر الاعتداءات التي ضربت باريس ليل الجمعة موقعة ما لا يقل عن 128 قتيلا.
وقال فابيوس متحدثا من فيينا قبل افتتاح اجتماع دولي حول سوريا: "من الضروري أكثر من أي وقت مضى في الظروف التي نعيشها تنسيق المكافحة الدولية للإرهاب".
وأضاف فابيوس أن "احد أهداف اجتماع اليوم في فيينا هو أن نرى تحديدا وبشكل ملموس كيف يمكننا تعزيز التنسيق الدولي في مجال مكافحة داعش".
بدوره، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إن "الرئيس بوتين أعرب عن تضامنه مع الشعب الفرنسي.. ونحن لا ننسى الهجمات الإرهابية في العراق وبيروت التي ذهبت بأرواح كثيرين.. لا يمكننا أن نكون متسامحين مع الإرهابيين، ولا يجب أن يكون هناك أي تبرير لتصرفات (الدولة الإسلامية) وجبهة النصرة".
وأعرب لافروف عن أمله في أن يساعد لقاء فيينا على الدفع في اتجاه "محاربة الإرهاب قدما"، على حد قوله.
وفي هذا الإطا،ر قالت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق إن "هجمات باريس لا بد وأن تنعكس على أجواء مباحثات فيينا".
ودعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إلى عدم التسرع في إطلاق الأحكام وتحديد أسباب وأهداف الهجمة الإرهابية على باريس.
وقالت: "أناشد الجميع عدم التسرع بإصدار الاستنتاجات والتأويلات.. استمعنا أمس على لسان الرئيس الفرنسي أن ما حدث كان عملا إرهابيا.. أما جميع المعلومات الأخرى فلا بد لها وأن تصدر عن التحقيق والأجهزة المعنية والخبراء.. لا يتعين التكهن وينبغي انتظار صدور معلومات واضحة ليصار إلى وضع الاستنتاجات المناسبة لاحقا".
ويرى مراقبون أن المشاركين في مباحثات فيينا يواجهون مهمة هي الأصعب لحل الأزمة السورية، إذ إنهم يجب أن يتفقوا على قائمة بـ"المنظمات الإرهابية" التي يجب قتالها في سوريا، إضافة إلى قائمة المعارضين الذين يجب دعوتهم للمفاوضات مع الحكومة السورية.