استمرت غالبية الصحف
المصرية في تبني نظرية المؤامرة، باعتبارها السبب الرئيس في حادثة سقوط
الطائرة الروسية فوق
سيناء، على الرغم من الانتقادات الواسعة التي وُجهت إليها بسبب ذلك، وهي الحادثة التي وقعت في آخر يوم من الشهر الماضي، ما أسفر عن مصرع ركابها جميعا، وعددهم 224 راكبا، بمن فيهم طاقمها.
ولجأت خمس صحف مصرية، هي: الدستور، والوفد، والأهرام، والوطن، والمصري اليوم، إلى تغذية نظرية المؤامرة حول الطائرة بوقود جديد، ورسمت سيناريوهات غير منطقية لتلك المؤامرة، وقام بعضها بتوزيع المتورطين فيها على أطراف خارجية وداخلية عدة، وبعضها معروف بمواقفه المناوئة لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي، أو تعتبر أن ما قام به يوم 3 تموز/ يوليو 2013 انقلابا.
الدستور: المؤامرة الكبرى على مصر
صدرت صحيفة "الدستور"، الأربعاء، بعناوين تقول: "المؤامرة الكبرى على مصر".
وفي توضيح أبعاد هذه المؤامرة، قالت "الدستور" التي تعد موالية للسيسي: "أجهزة استخبارات أجنبية اجتمعت في قبرص لوضع خطة التآمر على الوطن".
وأضافت أن الخطة تبدأ بحملة في الصحف العالمية، تروج لاقتراب رحيل السيسي عن الحكم، واستخدام (تنظيم الدولة) داعش فزاعة وذريعة للتدخل الدولي في سيناء.
من أبعاد المؤامرة أيضا: "استمرار الضغط الاستخباراتي على إثيوبيا؛ لإفشال مفاوضات سد النهضة، واستخدام العملاء: وائل غنيم، والبرادعي، وأيمن نور، للهجوم على النظام المصري، علاوة على اللعب على وتر غلاء الأسعار؛ لإشعال غضب المصريين، ونشر الفوضى في البلاد"، وفق الصحيفة.
الوفد: ساعة الصفر بدأت لمؤامرة إسقاط الدولة المصرية
صحيفة "الوفد"، لسان حال حزب الوفد (الليبرالي)، رأت، الأربعاء، أن: "ساعة الصفر بدأت لمؤامرة إسقاط الدولة المصرية".
وقال كاتب التقرير، وهو رئيس تحرير الصحيفة، وجدي زين الدين، إن هناك ستة محاور جديدة في المخطط الغربي - الأمريكي ضد البلاد، وفق قوله.
وقال إن هذه المحاور تتضمن: نشر الشائعات لإصابة الناس باليأس والإحباط، وقتل الأمل، وتأجيج المظاهرات الفئوية لإشاعة الفوضى والاضطراب، بالإضافة إلى إهانة كل الرموز السياسية والاجتماعية والثقافية، وحتى "رئيس الجمهورية".
وأضاف أن المؤامرة تتضمن أيضا ضرب تماسك الجبهة الداخلية، وزرع التشكيك بين فئات المجتمع، وتجنيد شباب بالخارج، وعودتهم لنشر ثقافة المطالبة بالتغيير، وأخيرا: إغراق الإعلام في المشكلات والخلافات لإبعاده عن القضية الوطنية، بحسب وصفه.
الأهرام: مؤامرة على مصر
وانضمت جريدة "الأهرام" إلى مروجي نظرية المؤامرة، فخصصت افتتاحيتها، الأربعاء، تحت عنوان: "مؤامرة على مصر"، للتساؤل: هل تتعرض مصر الآن لمؤامرة؟ وقالت الأهرام: "الإجابة بالفم الملآن: نعم".
وأضافت قائلة: "ها هي القرائن والدلائل والشواهد ماثلة أمام كل من له عينان ويرى.. مَن وراء تلك المؤامرة؟"، مجيبة: "إنهم هؤلاء الذين جاءت ثورة 30/6 فأحبطت مخططاتهم"، مؤكدة أن هؤلاء المتآمرين هم بعض الدول الأوروبية، ومعهم دول إقليمية.
وأضافت قائلة: "لقد جن جنون هؤلاء المتآمرين عندما رأوا نجاح السياسة الخارجية المصرية بعد 30/6 في كسر الطوق الذي حاولوا فرضه على مصر، وطارت عقولهم عندما شاهدوا مصر تنجح في جذب التأييد والمساندة من بعض الأشقاء المخلصين العقلاء، الذين يدركون حقيقة الأشياء، وهي الحقيقة التي تقول إن قوة مصر هي قوة لهم، بينما ضعفها لا سمح الله سيكون خسارة كبيرة لهم".
وأردفت الأهرام قائلة: "لسنا في حاجة إلى الإشارة إلى ذلك الإعلام الشرير، الذي تستضيفه عواصم عربية بعينها، فكلنا نشاهد مدى الخبث والحقارة والكراهية التي يضمرونها للمصريين في رسائلهم الإعلامية المغرضة"، وفق قولها.
فريضة مغيبة وحرب نفسية ومؤامرة دولية
"نظرية المؤامرة.. الفريضة المغيبة".. هكذا عنون "إبراهيم الجارحي" مقاله في صحيفة "المصري اليوم"، متسائلا: "أذكر سببا واحدا يدعوني لأن أستبعد نظرية المؤامرة في تفسير الخطوات التي اتخذتها بريطانيا في قضية الطائرة الروسية".
في الجريدة ذاتها، كتب وزير الثقافة، حلمي النمنم، مقالا بعنوان: "حرب نفسية"، قائلا: "نحن لسنا بإزاء مؤامرة، ولكن حربا بالمعنى الكامل تشن علينا، وهذا ما يجب أن ننتبه إليه".
أما آمال عثمان في صحيفة "الوطن"، فقالت في مقالها بعنوان: "الصاروخ البريطاني والقنبلة الأمريكية" إن المؤامرات التي تستهدف الوطن وصلت إلى حالة من الابتذال، والتنطع.. ما أنزل الله بها من سلطان.
وبعد أن استعرضت آمال عثمان عددا من الشواهد، بحسب رأيها، تساءلت باستنكار: "إن لم يكن هذا جزءا من مؤامرة دولية كبيرة تستهدف إسقاط مصر، وتركيع شعبها، فماذا يمكن أن نسمي هذا الهزل، والابتذال، والعبث؟!"، وفق تساؤلها.