شن رئيس السلطة القضائية في
إيران، محمد صادق
لاريجاني، وهو أحد رموز التيار المحافظ، هجوما غير مسبوق على الرئيس الإيراني حسن
روحاني.
وكان صادق لاريجاني يرد على تصريحات روحاني التي انتقد فيها اعتقال الصحفيين، وقال: "تصريحات روحاني التي شكك من خلالها بالسلطات القضائية الإيرانية بقوله إن بعض الصحف تعرف موعد الاعتقالات وأسماء المعتقلين قبل اعتقالهم وإنها تلعب دور الأجهزة الأمنية، مخطئ جدا وبهذه التصريحات يسيء روحاني إلى السلطات القضائية ويشكك بنزاهتها".
وانتقد الرئيس الإيراني حسن روحاني، بعض وسائل الإعلام الإيرانية كما أنه انتقد موجة الاعتقالات التي نفذها جهاز الاستخبارات بحق الصحفيين والصحفيات المقربين من روحاني ووزير خارجيته جواد ظريف.
وهاجم صادق لاريجاني الرئيس قائلا: "حين تصبح السلطات الإجرائية فاسدة، وتصبح الحكومة فاسدة، ويصبح الرئيس فاسدا، فسوف يصبح العمل صعبا جدا".
وشكك روحاني بشكل غير مباشر بنزاهة السلطة القضائية الإيرانية التي يرأسها لاريجاني حين قال إن السلطات القضائية ينبغي أن تكون المأمن لجميع أفراد الشعب الإيراني، وعليها أن لا تنخرط في القضايا السياسة والحزبية وأن تكون مستقلة تماما حيال جميع القضايا، لأنه "إذا فسد الملح فسوف يكون عملنا صعبا جدا"، على حد قوله.
اقرأ أيضا:
حسن روحاني: وسائل إعلام إيرانية تعمل مثل "شرطة سرية"
وأشار صادق لاريجاني إلى أن اتهام روحاني للسلطة القضائية بأنها فاسدة اتهام باطل.
وشرح موقفه من
الاتفاق النووي قائلا: "الاتفاق النووي لم يكن انتصارا لإيران وإنجازه لم يكن فخرا وطنيا، بل هو عمل عقلاني وتدبير سياسي، أما وصفه بالنصر والفخر الوطني فليس صحيحا، ولا أدلة على أنه انتصار إيراني في معركة النووي".
ويرى المراقبون للشأن الإيراني أن الاعتقالات التي نفذتها أجهزة الاستخبارات الإيرانية بحق الصحفيين المقربين من الرئيس الإيراني حسن روحاني، كانت رسالة واضحة من الحرس الثوري والتيار المحافظ الإيراني للإصلاحيين، بأن الاتفاق النووي الإيراني ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران لن يسمح للإصلاحيين بالنفوذ والتأثير خارج الدائرة التي رسمت لهم وتخطي الخطوط الحمر كما وضعها مرشد الجمهورية علي
خامنئي.
يشار إلى أنه بعد الاتفاق بين إيران ومجموعة 5+1 طرح مصطلح ونظرية "النفوذ الأمريكي-الأوروبي" عن طريق الاتفاق النووي في إيران.
ويقول أصحاب هذه النظرية وأغلبهم من التيار المحافظ الإيراني، كما تابعت "
عربي21"، إن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية تحاول من خلال الاتفاق تشكيل شرخ واسع بين النظام الإيراني ومبادئ الثورة من جانب والشعب الإيراني من جانب آخر، وإن والتيار الإصلاحي هو الجسر الذي يستخدم لتنفيذ هذا المشروع الذي تحاول هذه الدول تطبيقه تحت غطاء الاتفاق النووي بإيران، وتم التحذير من نظرية النفوذ الأمريكي في الإعلام الإيراني بشكل واسع منذ الإعلان عن الاتفاق.