كشف مصدر عشائري من داخل مدينة
الرمادي غرب
العراق، أن قيادات من الصحوات
العشائرية، وبتكليف من الحكومة العراقية، تواصلت مع كبار شيوخ الأنبار الذين يعيشون حاليا تحت سلطة
تنظيم الدولة من أجل التنسيق لشن هجمات ضد التنظيم من داخل المدينة، بالتزامن مع هجمات سيشنها الجيش العراقي على شمال المدينة، لكن هؤلاء الشيوخ رفضوا فكرة التعاون ثانية مع أيّة جهة على صلة بالحكومة العراقية.
وفي حديث مع "
عربي21"، قال أحد كبار شيوخ العشائر في الأنبار، إن "بعض قيادات الصحوات العشائرية المقيمة في بغداد والعاصمة الأردنية يجرون اتصالات معنا بشكل مستمر بتكليف من الحكومة العراقية وجهات أمريكية مسؤولة لتشكيل قوة من داخل مدينة الرمادي، يتم دعمها بشكل كامل لشن هجمات على مراكز تجمع التنظيم في المدينة مع بدء هجوم القوات العراقية المرتقب من الجهة الشمالية للرمادي".
وقد رفض شيوخ عشائر الأنبار هذا الشكل من التنسيق، على الرغم من "تعهدات من قيادات الصحوات برعاية أمريكية لهذا المشروع الذي سينتهي إلى تشكيل قوة سُنيّة خاصة من العشائر تستلم الملف الأمني والعسكري للمحافظة بعد استعادتها من تنظيم الدولة".
وحول الأسباب التي تدعوهم لرفض هذه العروض، يقول الشيخ العشائري: "من بين أهم الأسباب أن وضع الرمادي اليوم يختلف كثيرا عن وضعه في السابق، فعلى أقل تقدير نحن من يحكم الأنبار وليس الغرباء، كما أننا لا يمكن أن نثق بوعود الأمريكان ولا الحكومة العراقية، ولنا تجربة مريرة معهما في سنوات الاحتلال".
وتابع قائلا: "لن نسمح بعودة الرمادي تحت سلطة الحكومة العراقية مهما كان الثمن؛ لأننا لن نترك مدينتنا تواجه مصير تكريت ذاته، وجرف الصخر، ونرى أطفالنا يقتلون، وشبابنا يُسامون سوء العذاب"، في إشارات إلى الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها
المليشيات الشيعية في المناطق التي يسيطرون عليها.
ويضيف متسائلا: "هل يرضى سني أنباري أن يكون هادي العامري وقادة المليشيات الإجرامية حكاما له، فالموت أهون عندنا؛ وقد علمنا ما فعلوا في الخالدية طيلة شهور مضت، وكانت تصلنا اتصالات من العديد من وجهاء الخالدية بأن الحشد يعاملهم معاملة السيد لعبيده، وهم ينتظرون خلاصهم من الحشد على يد مقاتلي تنظيم الدولة".
وأكد الشيخ الأنباري على عودة الكثير من العائلات التي لم تسمح لها الحكومة العراقية بدخول العاصمة، مضيفا أن لديهم تعهدات من قيادات تنظيم الدولة بالعفو عن كل شخص يعود إلى الأنبار عن طريقهم، حتى وإن كان من كبار قيادات الشرطة أو الجيش أو الصحوات، وقد "عاد عدد غير قليل منهم وهم الآن يمارسون حياتهم بشكل طبيعي".
ورغم استمرار القصف الجوي على المدينة، واستهداف "بيوت الآمنين والأسواق العامة من قبل طيران التحالف والطيران العراقية، إلا أننا بتنا اليوم أكثر تكاتفا مع تنظيم الدولة الإسلامية، وسنقاتل إلى جانبها ضد أيّة قوة تحاول المساس بالمدينة وأهلها"، بحسب الشيخ العشائري.
ويضيف: "سُنّة الأنبار اليوم يتبنون شعار الوقوف إلى جانب أي قوة تحميهم من المليشيات الشيعية، أو أية قوة أمريكية أو عراقية أو غيرها".
وختم حديثه قائلا: "إننا على استعداد للموت على أسوار مدينة الرمادي قبل أن تصبح تحت سيطرة الحكومة ومليشياتها الإيرانية من جديد، بل نحن نتطلع إلى استعادة العاصمة من الغرباء ونعمل على هذا سواء مع تنظيم الدولة أو مع أية قوة سُنيّة قادرة على إعادة الحقوق لأهل السُنّة في العراق".