فيما يمثل تكريسا لتوجهاتها لإعادة بناء السلك الدبلوماسي بشكل يتماشى مع سياساتها وما يتطلبه خطابها الإعلامي والدعائي في الخارج، شرعت حكومة اليمين في تل أبيب في إعداد جيل من الدبلوماسيين الجدد يتبنون التوجهات السياسية للحكومة
الإسرائيلية.
وكشفت صحيفة "إسرائيل اليوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، والمقربة من ديوان نتنياهو، أن وزارة الخارجية الإسرائيلية أدخلت تغييرات جذرية على طابع ومضامين دورة إعداد الدبلوماسيين الجدد التي افتتحتها الوزارة مطلع الأسبوع الحالي.
وفي تقرير نشره موقها أمس الأحد، نوهت الصحيفة إلى أن كلا من نائبة وزير الخارجية تسيفي حوطبيلي ووكيل الوزارة دوري غولد، هما من وضعا التعديلات التي تضمنت الاستعانة بمحاضرين ودبلوماسيين سابقين ذوي توجهات يمينية لإلقاء محاضرات أمام الدبلوماسيين الجدد، إلى جانب تنظيم رحلات لهؤلاء الدبلوماسيين في
المستوطنات في أرجاء الضفة ومنحهم إعدادا قانونيا لتمكينهم من الدفاع عن "شرعية" بقاء المستوطنات، على اعتبار أن وجود هذه المستوطنات يتماشى مع القانون الدولي، إلى جانب تلقيهم دروسا حول المصادر الدينية اليهودية.
ونوهت الصحيفة إلى أن عددا من أكثر قادة المستوطنين تطرفا سيقدمون للدبلوماسيين الجدد شروحات حول المشاريع التهويدية التي تعكف إسرائيل على إقامتها في محيط القدس، سيما ما يعرف بـ "مدينة داود"، وهو المشروع الذي يهدف إلى تهويد بلدة سلوان، المتاخمة للقدس. وأوضحت الصحيفة أن دفيد باري، وهو ناشط يميني متطرف، سيحاضر أمام الدبلوماسيين حول أهمية المشروع.
وأشارت الصحيفة إلى أن بني كاتسوفر، أحد أبرز قادة المستوطنين في شمال الضفة الغربية، سيلقي محاضرة في الدورة حول أهمية المستوطنات اليهودية التي تقع في غلاف مدينة نابلس. وأضافت الصحيفة أن جنرالات متقاعدين من ذوي التوجهات اليمينية سيلقون محاضرات أمام الدبلوماسيين الجدد لشرح مدى أهمية احتفاظ إسرائيل بمناطق عدة في أرجاء الضفة الغربية، مشيرة إلى أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الأسبق الجنرال عوزي ديان، الذي ينتمي لحزب
الليكود، سيلقي محاضرات حول أهمية احتفاظ إسرائيل بمنطقة "غور الأردن"، التي تشكل 27% من مساحة الضفة الغربية.
من ناحيته، ذكر موقع صحيفة "معاريف" مساء أمس، أن الدبلوماسيين الجدد سيتم إعدادهم من ناحية دعائية لمواجهة حركة المقاطعة الدولية "BDS".
ونقلت صحيفة "معاريف" عن حوطبيلي قولها إن "الدبلوماسيين الجدد الذين شرعنا في إعدادهم يمثلون رأس الحرب في الجهد الإسرائيلي لتعزيز مكانتها الدولية"، مشيرة إلى أنه من الأهمية بمكان أن يتم تأهيل الدبلوماسيين الجدد لمواجه خطر المقاطعة الدولية والتصدي لمحاولات نزع الشرعية عن إسرائيل.
وشددت حوطبيلي على أنه من الأهمية بمكان تأهيل الدبلوماسي الإسرائيلي ليكون قادرا على إبراز العلاقة الأساسية بين "شعب إسرائيل وأرض إسرائيل".