اعتبر معلقون
إسرائيليون أن الغارات الجوية التي استهدفت أهدافا لحزب الله في
سوريا ونسبت لإسرائيل، تعد "اختبارا ناجحا" لآلية التنسيق التي تم التوصل إليها بين الجيشين الروسي والإسرائيلي.
وقال المعلق العسكري روني دانئيل، إن عدم صدور أي ردة فعل عن موسكو ودمشق وطهران وحزب الله تدلل على أن التدخل العسكري الروسي قد حسن من قدرة إسرائيل على تحقيق مصالحها الأمنية والاستراتيجية في سوريا حتى الآن.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ غارات على قاعدة للجيش السوري في القلمون ودمر 3 مستودعات تحوي صواريخ سكود.
وقالت مصادر ميدانية سورية إن طائرات إسرائيلية نفّذت أربع غارات جوية بستة عشر صاروخا على منطقة القلمون في ريف دمشق، اثنتان منها استهدفتا مواقع لقوات النظام في "اللواء 155" في مدينة "القطيفة" في ريف دمشق، وغارتان استهدفتا مواقع لميليشيا
حزب الله اللبناني في نقطة عسكرية تدعى "الإنعاش" بين "رأس المعرة" و"رأس العين" في القلون الغربي، أحدها استهدف شحنة أسلحة للميليشيات.
وفي تعليق له بثته القناة الليلة الماضية، شدد دانئيل على أنه في حال تبين أن إسرائيل قد نفذت غارات داخل سوريا، فإن هذا يدلل على أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير حربه موشيه يعالون قد اتخذا قرارا جريئا باختبارهما آلية التنسيق المتفق عليها وحدود الصبر الروسي.
وأوضح دانئيل أن تنفيذ هذه الغارات في الوقت الذي يعمل فيه الطيران الروسي في طول سوريا وعرضها "ينقل رسالة لكل الأطراف الإقليمية مفادها أن إسرائيل جادة في الحفاظ على مصالحها بغض النظر عن التواجد الروسي العسكري".
وأضاف دانئيل أنه على الرغم من أن الكثير من التفاصيل غير معروفة بعد، فإنه يمكن الافتراض أن ضوابط التنسيق التي تم التوافق عليها بين نائب أركان الجيش الإسرائيلي يائير جولان ونظيره الروسي نيكالوبكدونسكي في الزيارة التي قام بها الأخير لتل أبيب قبل شهر، قد تم تطبيقها.
من ناحيته، اعتبر الجنرال عوزي ديان، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي الأسبق، أن غض الروس الطرف عن الغارات الإسرائيلية ينسجم مع التصريحات الواضحة التي أدلى بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة والتزم فيه باحترام مصالح إسرائيل في سوريا.
وفي مقابلة أجرتها معه شبكة الإذاعة العبرية الثانية "ريشيت بيت" صباح اليوم الاثنين، نوه ديان إلى أن أهمية شن غارات جوية في هذا الوقت تحديدا تأتي من أجل تأكيد أن هناك "خطوطا حمرًا لا يمكن لإسرائيل أن تسمح لأحد بتجاوزها"، مشددا على ضرورة مواصلة إحباط أي محاولة لنقل سلاح كاسر للتوازن لحزب الله.
وفي السياق، قال الجنرال أودي آدام، الذي سبق أن قاد المنطقة الشمالية في الجيش الإسرائيلي خلال حرب لبنان الثانية إن الغارات الإسرائيلية تمثل إحراجا كبيرا لكل من إيران وحزب الله والنظام السوري، لأنها دللت على أن الغطاء الروسي يأتي فقط من أجل الحفاظ على نظام الأسد ولا يسهم في تأمين حلفائه الذين يقاتلون إلى جانبه.
وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي صباح اليوم، توقع آدام أن يسفر التواجد العسكري الروسي في سوريا عن تقليص فرص قيام حزب الله بالرد على الغارات الإسرائيلية، على اعتبار أن مثل هذا الرد يمكن أن يحرج الروس، الذين يلعبون دورا رئيسا في محاولة تثبيت نظام الأسد.