أعلن مقاتلو المعارضة السورية المدعومون من الولايات المتحدة السبت، هجوما جديدا على تنظيم الدولة في محافظة الحسكة بشمال شرق
سوريا بعد يوم من تصريح الولايات المتحدة بأنها سترسل قوات خاصة لتقديم المشورة للمقاتلين الذين يحاربون التنظيم.
وقال متحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية في بيان مصور بث على موقع يوتيوب كما بثه المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا: "نعلن اليوم البدء بالخطوة الأولى من عملنا العسكري وذلك ضمن مخطط التحرير الكامل لتراب الوطن السوري من العصابات الإرهابية، وعلى هذا الأساس وبمشاركة كافة الفصائل التي تكون قوات سوريا الديمقراطية وبدعم وتنسيق من طيران التحالف الدولي فإننا نعلن بدء حملة تحرير الريف الجنوبي من محافظة الحسكة".
وقوات سوريا الديمقراطية ائتلاف تشكل في وقت سابق من الشهر الجاري يضم جماعات سورية عربية وفصائل كردية مدعومة من الولايات المتحدة.
وقد أعلنت الولايات المتحدة إرسال قوات خاصة إلى سوريا، للمرة الأولى منذ أن بدأت بشن غارات على تنظيم الدولة الإسلامية داعش هناك.
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست الجمعة، أن الإدارة الأمريكية قررت إرسال أقل من 50 عنصرا من القوات الخاصة إلى سوريا بهدف "تدريب وإرشاد ومساعدة" القوات المحلية في قتالها ضد التنظيم.
وقد أثار إرسال واشنطن قوات برية إلى سوريا العديد من التساؤلات حول ماهية التدخل الأمريكي الجديد، وإذا ما كان الرئيس باراك أوباما قد تخلى عن استراتيجيته بعدم إنزال قوات أمريكية على الأرض والاكتفاء بالقصف الجوي ودعم المقاتلين المحللين الذين تصفهم بـ"المعتدلين" في سوريا.
وطلب البيت الأبيض الجمعة التقليل من أهمية هذا الإعلان، فيما لا يزال أوباما محتفظا بهدوئه في هذا الصدد، لكنه في الوقت نفسه يصر على أن الفرقة الصغيرة يمكن أن تحدث اختلافا حقيقيا في فوضى القتال الدائر في سوريا مع فشل جهود حسمه في السابق.
ويواجه مسؤولون أمريكيون تساؤلات منذ أشهر بشأن الجهود الرامية إلى تدريب وتجهيز المعارضة السورية، واعترفوا أخيرا بأن تلك الجهود أسفرت عن تدريب مجموعة صغيرة فقط من المقاتلين، وبالتالي تغيير البرنامج في نهاية المطاف.
وبعد تدخل الولايات المتحدة في
العراق وأفغانسان، وتخليفها الكثير من الدمار في البلاد والسكان، فقد انتهج أوباما سياسة الانسحاب، وأخرج كل قواته في العراق، وتبع ذلك سحب القوات الأمريكية في أفغانستان، إلا أن التطور العسكري المتسارع في سوريا، وخصوصا التدخل الروسي، فيبدو أنه قد أثر على قراراته، لذا فإنه لجأ لإنزال قواته.