زعمت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، التابعة لحزب الله، أن الروس تمكنوا من إفشال هجوم للثوار المدعومين سعوديا على دمشق، بحسب ما نقلته عن مصادر لم تسمها.
وفي تقرير روائي، بدأت الصحيفة التفاصيل منذ زيارة محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع إلى موسكو، في 19 حزيران/ يونيو الماضي، مشيرة إلى أنه تلقى عرضا من الروسي فلاديمير بوتين بـ"إقناع أصدقائنا الإيرانيين بالوصول إلى تسوية في اليمن تحفظ نفوذكم التقليدي وأمن الممرات المائية الحيوية لكم وللعالم وممرات النفط الخليجي عبر البحر الأحمر إلى أوروبا، مقابل الذهاب إلى حل سياسي في
سوريا".
وأضافت الصحيفة أن بوتين قدم عرضه "مشفوعا برؤية روسية تقوم على أن العدوان السعودي على اليمن يكاد يتحوّل حربا طويلة، وأن الاتفاق النووي بين طهران والدول الغربية بات ناجزا بما يعنيه من اعتراف بدور إيراني محوري في المنطقة، وأن تنظيم الدولة خرج عن سيطرة داعميه ليتحوّل خطرا عالميا، وخصوصا على
السعودية لرمزيتها الدينية، وعلى
روسيا لوجود أعداد كبيرة من مقاتلي التنظيم الإرهابي من دول آسيا الوسطى"، بحسب تعبير الصحيفة.
وتابعت بأنه "وفق هذا التفاهم، استقبل محمد بن سلمان رئيس مكتب الأمن الوطني السوري اللواء علي مملوك في الرياض في آب/ أغسطس الماضي"، معتبرة أن "التقييم الأوّلي للقاء أنه يشكّل نافذة فرصة"، مضيفة أنه "بدا واضحا أن الأمير وجد صعوبة في تسويق الصفقة لأسباب عدة"، من بينها الخلاف الداخلي وصعوبة إقناع الحليفين التركي والقطري. وأضافت الأمريكي كما هي عادة إعلام
حزب الله.
وواصلت "الأخبار" قصتها بقولها أنه "في هذه الأثناء، كانت القوات السعودية تحقق تقدما سريعا ومفاجئا في اليمن (أضافت أيضا بغطاء أمريكي)؛ إذ خرج الحوثيون من عدن ومعظم مناطق الجنوب، وصولا إلى إعلان رئيس الحكومة اليمنية خالد بحّاح، في 17 تموز/ يوليو الماضي (تحرير عدن)، معتبرة أن هذا حقق للأمير محمد بن سلمان شعورا بأنه يمكنه "التحلل من الاتفاق مع بوتين"، على حد قولها.
وأضافت صحيفة حزب الله بقولها إن "رياح اليمن" لم تجر تماما وفق ما يشتهي السعوديون، إذ لم تستطع القوات السعودية الوصول إلى صنعاء وتحرير تعز ومأرب، رغم تقدمها الكبير هناك، مع ما اعتبرته "الارتفاع المضطرد لكلفة الحرب وتراجع الاقتصاد السعودي".
ومع انطلاق الحملة العسكرية الروسية، زعمت الصحيفة أن محمد بن سلمان طلب لقاء بوتين لـ"إحياء الصفقة"، بحسب قولها، وتم اللقاء "البارد وثقيل الوطأة" في مدينة سوتشي الروسية، وتضمن رد بوتين، بحسب مصادر "الأخبار" التي لم تسمها، بالقول: "عرضت عليكم مقترحا كان يمكن أن يوصلنا إلى تسوية. لكنكم لم تسيروا في الاتفاق الذي التزمت به. الآن فات الأوان بعدما باتت القوات الروسية موجودة في سوريا".
وتبع فشل اللقاء تحذير محمد بن سلمان للروس من أن تدخلها في سوريا سيؤدي "لعواقب وخيمة، منها جذب متطرفين من كل أنحاء العالم"، وتأكيدات السعودية المتكررة بأنه "لا مستقبل للأسد في سوريا"، بحسب تعبير "الأخبار"، بالإضافة لحملة إعلامية ضد روسيا، و"فتح مخازن صواريخ (تاو) الأمريكية المضادة للدروع أمام مختلف فصائل الثوار، مع تجاوز معايير واشنطن التي كانت تفرضها على السعوديين والأتراك لتسليم هذا السلاح للتأكد من وجهة الاستخدام والجهة التي تستخدمه".
وفي غضون ذلك، أوضحت "الأخبار" أن جيش النظام وحلفاءه كانوا يحشدون قوات برية لمرافقة العملية الجوية الروسية، خصوصا في ريف حلب شمالا وفي سهل الغاب وريف إدلب في الوسط، عبر "تشكّل (الفيلق الرابع اقتحام)، ووظيفته الأساسية العمل في الشمال، وتعزيز حزب الله قواته برفدها بمئات المقاتلين الجدد، وإرسال إيران 2000 جندي إلى ريف حلب، وتعزيز لواء "فاطميون" للمقاتلين الشيعة الذي غالبيته من المقاتلين الأفغان".
ووصلت "الأخبار" إلى مغزى قصتها بالتقرير المطول، إذ قالت إن "العيون كانت كلها على الشمال والوسط عندما رصدت الاستخبارات الروسية، قبل أسبوعين، خطة يعد لها السعوديون والأردنيون (عبر غرفة الموك) للقيام بهجوم صاعق من الجنوب عبر درعا والقنيطرة لإسقاط دمشق، يترافق مع تحرك كبير لـ(جيش الإسلام) الذي يقوده زهران علوش".
وتابعت بأن "الروس طابقوا معلوماتهم مع المعلومات الميدانية المتوافرة لدى حزب الله عن تسجيل تحركات غير عادية في مناطق جوبر وضاحية الأسد قرب دمشق، ما دفع الطائرات الحربية الروسية لتغيير مسارها من الشمال إلى الجنوب، وأغارت على مجموعة مواقع في جوبر والغوطة الشرقية، خصوصا بلدتي مرج السلطان ودير العصافير، إضافة إلى قرى أخرى تشكّل خطوط إمداد للقوات المهاجمة، ما أدى إلى تدمير مواقع قيادية وإسقاط عنصر المفاجأة، وإفشال الهجوم قبل أن يبدأ"، بحسب الصحيفة.
ويأتي هذا الادعاء من صحيفة حزب الله، في حين أكد جيش الإسلام بالمقاطع المصورة أن "حصيلة خسائر الجيش السوري والمليشيات الداعمة زادت الشهر الجاري عن 146 قتيلا وأكثر من 17 مدرعة بين عطب وتدمير وثلاث حالات استسلام، بالإضافة لعشرات الجثث التي تركها النظام في ساحات القتال حتى هذه اللحظة".
وما لم تذكره الصحيفة أيضا، بحسب مراقبين هو التنسيق عالي المستوى الذي تم بين الروس وإسرائيل في هذه المعركة، والذي اعترف به خبراء أمنيون إٍسرائيليون، كما هو حال إليكس فيشمان في صحيفة يديعوت أحرونوت (الأربعاء 28 أكتوبر).