لم تردع مشاركة حزب "النور" في الانتخابات الصورية بمصر الصحف المصرية الموالية لرئيس الانقلاب عبد الفتاح
السيسي عن توجيه الإساءات إلى الحزب، حتى وصلت الأربعاء، بصحيفة حكومية مصرية شهيرة إلى توجيه إهانة شديدة إلى الحزب، ودعا كاتب صحفي إلى حل الحزب، باعتباره حزبا دينيا.
حزب "النور" إلى "المجاري"
نشرت صحيفة "الأخبار" الحكومية، ثاني أكبر صحيفة مصرية بعد "الأهرام" - في صفحتها الأخيرة، الأربعاء، رسما كاريكاتيريا تلاحق فيه مذيعة تلفزية، وخلفها المصور بكاميرته، بينما توجه "ميكروفونها"، إلى شخص ملتحي، وبدين، (في إشارة إلى انتمائه لحزب النور)، وقد رفع بالوعة صرف صحي (مجاري)، وهو يهم بالنزول إليها، بينما يوجه خطابه للمذيعة ومصورها، قائلا: "لو سمحتوا.. لو سمحتوا.. إحنا خلاص قررنا الانسحاب من الحياة السياسية".
سخرية مستمرة بالكاريكاتير منه
وبشماتة واضحة، وسخرية لاذعة، نشرت صحيفة "المصري اليوم"، وهي أكبر صحيفة مصرية يومية خاصة، الأربعاء، رسما كاريكاتيريا لـ "عمرو سليم" بالصفحة الأخيرة أظهر فيها شخصا وضع أمامه على مكتبه إشعارا بأنه "
حزب النور"، باكيا، بينما جهاز "الراديو" يصدح إلى جانبه بأغنية عبد الحليم حافظ "جبار": "كان بيقوللي بحبك.. أيوه كان بيقول.. وأنا من لهفة قلبي صدقته على طول"، مع تعليق من الرسام يقول: "مع الاعتذار لأغنية "جبار".
وفي الصفحة الثالثة من الصحيفة نفسها، نشرت كاريكاتيرا يظهر شخصا على يسار الرسم، وهو ملتح، ويبكي أيضا بشدة: "إهيء.. إهيء"، بينما نجله الصغير يوجه الخطاب إلى أمه، التي ارتدت خمارا كثيفا باللون الأخضر، وبدا عليها الانزعاج.. بينما الطفل يقول: "كسفتونا معاكم.. طالما مش قد الانتخابات.. بتدخلوها ليه"، وذلك في إشارة واضحة إلى الشماتة في هزيمة حزب "النور" في الانتخابات.
إبراهيم عيسى يطالب بحله
من جهته شن الكاتب الصحفي الموالي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي حملة شعواء على الحزب، وتساءل في صحيفة "المقال" اليوم: هل حزب "النور" ماسك على الحكومة ذلة؟ ووهل سيجرنا هذا الحزب وقادته ونلف ونرجع ثانية إلى مأساة تقسيم مصر بين الكفر والإيمان؟.
ووصف عيسى "النور" بأنه حزب خرج في صفقة حرام بين الإخوان والأمريكان والمجلس العسكري حين كان يدير شؤون البلاد، لتمرير إقامة أحزاب على أساس ديني.
وتابع أنه حزب "كما غيره من أحزاب تدعي لنفسها المرجعية الإسلامية.. هو القنبلة التي تفجر مصر وتقسمها وتمزقها، حيث تنشر
الطائفية والتكفيرية وتضرب وحدة الوطن بل وتضرب الوطنية نفسها"، على حد قوله.
وأضاف أن القبول بحزب تكفيري ثم الاستسلام للعبته في جر مصر مرة أخرى إلى "خناقة" وضيعة يفتعلها بالاتهام للجميع، وبأنهم كفرة وأعداء للإسلام والشريعة، يجعل مصر تأخذ على دماغها لو سكتت أمام المتنطعين دعاة الفتنة، وموزعي اتهامات الكفر.
وزعم عيسى أن كل إرهابي مصري هو سلفي بالضروروة وبالحتم، ويطبق كل أفكار حزب "النور" وسلفييه، وفق قوله.
واختتم مقاله بالقول: إن الاستهبال الذي تعيشه أجهزة الدولة كلما تكلمنا عن الأحزاب الدينية يجب أن يتم ردعه فورا، متابعا: "يا أيها الجهابذة في حكم مصر، أنتم تنتهكون الدستور بالإبقاء على حزب "النور"، وأنتم تقودون مصر كما قادها الذين من قبلكم إلى أن تحل رابطة الدين محل رابطة الوطن، ولزعزعة
الوحدة الوطنية والطائفية البغيضة"، وفق قوله.
أصحابه جاءوا من كوكب آخر
وفي سياق متصل، من الهجوم على حزب النور، وتسفيهه، قالت الكاتبة الصحفية نعم الباز - في "يوميات الأخبار"، الأربعاء، تحت عنوان: "ماذا يريد "حزب النور" بمصر؟" -: "إن ما يحدث من حزب "النور"، لا يراد به سوى شيء واحد هو تفتيت هذا الشعب العظيم الذي لم يعبد الصنم، وإنما كان أول شعوب الأرض عبادة لله الواحد الأحد".
وأضافت: "لعل هؤلاء أصحاب حزب النور جاءوا من كوكب آخر، وبنوايا أخرى لتفتيت هذا الوطن".