قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن المفاوضات الجارية بين
بريطانيا والسعودية لبيع مقاتلات "تايفون" أصبحت عرضة للخطر بعد انتقاد السفير السعودي في لندن الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز، قرار حكومة ديفيد كاميرون بإلغاء عقد لتدريب موظفي مصلحة السجون
السعودية.
وكتب الأمير في مقال نشرته يوم أمس صحيفة "ديلي تلغراف" منتقدا زعيم المعارضة جيرمي كوربن الذي قال إنه أقنع كاميرون بإلغاء العقد. وكتب السفير محذرا من تعريض العلاقات التجارية القوية بين البلدين لمواقف أيديولوجية معينة وهو ما يعني "تعريض التبادل التجاري الحيوي للخطر".
وكانت وزارة العدل البريطانية قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها قررت التوقف عن التفاوض حول صفقة تدريب موظفي السجون بقيمة 5.9 مليون جنيه إسترليني. وجاء التحرك بعد مناشدة شخصية من كوربن بوقف العقد بسبب صدور حكم على شاب سعودي بالإعدام. وانتقد السفير تدخل كوربن باعتباره خرقا للاحترام المتبادل بين البلدين. وأكد محمد بن نواف أن بلاده لن تقبل محاضرات من أحد.
واعتبر أن "التغير المثير للقلق" في الطريقة التي تتم من خلالها مناقشة السعودية يجب أن تكون محل قلق للذين لا يريدون أن يروا تداعيات خطيرة.
وشهد التبادل التجاري بين البلدين انتعاشا كبيرا خلال السنوات الماضية التي ارتفعت فيها أسعار النفط. ورغم انخفاض أسعاره فإن المملكة لا تزال تسحب من احتياطياتها الهائلة من أجل الحفاظ على الاقتصاد.
وذكّر السفير بريطانيا بأن 50 ألف بريطاني يعتمدون في معيشتهم على السعودية، وأن استثمارات السعوديين في بريطانيا تصل إلى 90 مليار جنيه إسترليني.
وتعتبر عقود المواصلات والصحة والتعليم من بين عدد من الصفقات المربحة للشركات البريطانية. وأدت سياسة المملكة الحازمة في قضايا المنطقة إلى زيادة في حجم الإنفاق العسكري.
ووصل حجم الصادرات الدفاعية البريطانية للسعودية العام الماضي حوالي أربعة مليارات جنيه إسترليني، وذلك بحسب الحملة ضد تجارة السلاح.
ووقعت شركة أنظمة السلاح "بي إي سيستمز" في عام 2007 عقدا لتصدير 72 مقاتلة "تايفون" للسعودية. وتقوم الشركة بالتفاوض للحصول على عقد جديد. وقد تضطر الشركة لتقليص الوظائف وإغلاق منشآت إن لم يتم التوصل لعقد مع السعودية في وقت قريب.
وقال مدير الشركة إيان كينغ في شباط/ فبراير من العام الحالي، إنه واثق من حصول الشركة على عقد جديد لمقاتلات تايفون بنهاية عام 2015.
ويعتبر عقد "السلام" لتصنيع عدد من المقاتلات البريطانية "تايفون"، إن تم، من أكثر العقود المربحة، وتقدر قيمته بالمليارات. وتستخدم السعودية الطائرات في حملتها ضد الحوثيين في اليمن، وهي بحاجة لتجديد مقاتلاتها والحصول على الذخيرة اللازمة لها.
وسئل متحدث باسم الشركة عن أي أثر سيتركه غضب السعوديين على المحادثات لتصنيع "تايفون" فأجاب: "من غير المناسب أن نعلق على ترتيبات أمنية أو عسكرية لبلد أو أي خطط في المستقبل. ونركز على تقديم البضاعة بشكل جيد ضمن العقد الحالي، وعندما نفعل هذا فمن المتوقع أن يتبع ذلك فرص جديدة".
وتقول الصحيفة إن صفقة السجون أدت إلى انقسام داخل الحكومة، فقد عارضها مايكل غوف، وهي التي دعمها سلفه كريس غريلينغ، فيما ذهب وزير الخارجية فيليب هاموند إلى أنها ستعمل على تعزيز العلاقات مع السعودية.
وربط البعض بين إلغاء صفقة السجون وسجن المتقاعد
كارل أندريه الذي سجن بسبب حيازته الخمر وهو في السعودية. وكتب كاميرون رسالة شديدة للحكومة السعودية للاحتجاج على قضية أندريه المثيرة للقلق.