تنازع القادة السياسيون في
إسرائيل إرث إسحق
رابين، في الذكرى العشرين لاغتياله الاثنين، في وقت تثبت المواجهات الأخيرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين حالة العجز عن حل النزاع المزمن.
وقال رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو خلال جلسة خاصة بالمناسبة في الكنيست الإسرائيلية إن "رابين الذي كان داعية للسلام، كان يعرف أننا لا يمكن أن نحقق السلام دون ضمانات حول الأمن"، مشيدا بما وصفه "ذكاء رجل كان يعرف كيف يحارب الإرهاب دون تقديم تنازلات، وهو ما سنفعله"، كما أعتبر أن "
الفلسطينيين ليسوا مستعدين لإنهاء النزاع والتخلي عن حلمهم بإقامة دولة فلسطينية مكان إسرائيل"، بحسب تعبيره.
ولكن زعيم المعارضة العمالية إسحق هرتسوغ وجه انتقادات شديدة اللهجة لنتنياهو عندما اعتلى المنصة على سياساته، التي قال إنها "لم تحقق أي نجاح ملموس خلال عشر سنوات"، مضيفا أن "من (يكون) قلبه على مصير إسرائيل عليه أن يكف عن زرع الوهم بإقامة إسرائيل الكبرى، حيث يقرر اليهود مصير ملايين الفلسطينيين. هذا لن يحدث".
واعتبر هرتسوغ أن رابين "عمل على منع تحول إسرائيل إلى إسراطين، لقد حاول وسمعتم كيف تمت معاملته كخائن، ثلاث طلقات واغتيل إسحق رابين" في حين كان نواب اليمين يقاطعونه بالصراخ والشتائم.
وغالبا ما تتهم أحزاب اليسار نتنياهو بأنه أسهم بصورة غير مباشرة في تأجيج الكراهية خلال التجمعات المناهضة لاتفاقات أوسلو في سنة 1993 مع الفلسطينيين، وحيث كان المتطرفون يرفعون صور رابين بزي نازي ويهتفون "الموت لرابين".
وبموجب اتفاقات أوسلو، اعترفت إسرائيل بمنظمة التحرير الفلسطينية التي اعترفت بدورها بإسرائيل، ونصت الاتفاقات على انسحاب إسرائيل من مساحات كبيرة في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأصبح رابين رئيسا للوزراء في 1992، واغتيل في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 1995 وهو في الثالثة والسبعين برصاص المتطرف اليهودي إيغال عامير الذي أراد إسقاط الاتفاقات،
وفي حفل آخر، أسفت النائبة السابقة داليا رابين؛ لأن السياسيين لم يأخذوا العبرة منذ اغتيال والدها، قائلة إنه "منذ الاغتيال ما زلت أواجه الكراهية الأكثر سوادا في المجتمع الإسرائيلي، هذه الكراهية التي تتغذى على الحض على العنف الذي خلق أجواء قتل خلالها رئيس وزراء".
وقال الرئيس رؤوفين ريفلين الأحد "طالما بقيت رئيسا، لن يفرج عمن اغتال رئيس الوزراء إسحق رابين" المحكوم عليه بالمؤبد.
يذكر أن رئيس وزراء الاحتلال رابين، الذي يعتبره الإسرائيليون أحد وجوه السلام، كان من كبار قادة مليشيا "الهاجاناة" التي تحولت إلى الجيش الإسرائيلي فيما بعد، والمسؤولة عن عمليات التهجير والمذابح خلال النكبة، والتي كان رابين أحد أكبر مهندسيها.
وشهدت الضفة الغربية والقدس المحتلتان عمليات طعن وإطلاق نار ومواجهات أسفرت عن استشهاد 55 فلسطينيا.