قال السفير
الجزائري في طهران، عبد المنعم حريز، إن بلاده تنتظر نتائج التحقيقات حول فاجعة منى، لافتا إلى أن المندوب الخاص للرئيس عبد العزيز
بوتفليقة وكذلك وزير الطاقة الجزائري، سيزوران طهران قريبا، للمشاركة في منتدى القمة للدول المصدرة للغاز.
جاء ذلك في مقابلة أجرتها وكالة أنباء "فارس"
الإيرانية، تحدث خلالها عن تطورات الأوضاع في سوريا واليمن ومساعي بلاده لخفض التوترات، وكذلك العلاقات الثنائية بين بلاده وإيران وقضية كارثة منى.
ونوه السفير الجزائري إلى أن الاجتماع الثاني للجنة المشتركة العليا بين البلدين سيعقد منتصف كانون الأول/ ديسمبر المقبل في الجزائر، برئاسة النائب الأول للرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري، للبحث حول تطوير العلاقات الثنائية.
وقال إن وفدا رفيع المستوى من الجزائر يضم ممثلا خاصا للرئيس بوتفليقة ووزير الطاقة سيشارك في منتدى الدول المصدرة للغاز في طهران في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، كما أن برنامج العمل بين البلدين يتضمن زيارة وزيري الصحة والإسكان الجزائريين إلى طهران.
وبشأن
حادثة منى، أوضح أن آخر إحصائية صدرت في بلاده كانت في 22 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، بشأن حجاج بلاده، تشير إلى أن عدد الضحايا بلغ 39 والجرحى سبعة، وما زال هناك 15 حاجا في عداد المفقودين.
وأشار إلى وزير الشؤون الدينية والأوقاف الجزائري محمد بن عيسى الذي لم ير إدارة الحج مقصرة، ولم يحمل المنظومة الأمنية في حادثة منى المسؤولية، ولكن مع ذلك، كما قال الوزير، "فإن الجزائر لا تتجاهل ما حدث في منى، وما زالت تنتظر نتائج التحقيقات والتحريات التي يقوم بها كبار المسؤولين السعوديين في هذا المجال".
مشتركات فكرية بمجال مكافحة الإرهاب
وقال إن البلدين إيران والجزائر لهما "مشتركات فكرية وعملية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، ظاهرتان معقدتان تشهدان التغيير والتحول باستمرار".
وبشأن السبل الكفيلة بالتصدي لهذه الظاهرة البغيضة، خاصة في العراق وسوريا، أكد على ضرورة وجود حكومة قوية مستندة إلى القانون فقط، مهما كانت الظروف والعمل المستمر على إرساء الديمقراطية والسياسات الاجتماعية - الاقتصادية المبنية على العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص، كما تحظى بالأهمية مسألة التصدي العسكري للإرهاب، مع الأخذ بنظر الاعتبار القيم الإنسانية العالمية وحقوق الإنسان.
وأكد السفير الجزائري ضرورة الإشراف على الشبكات الاجتماعية، التي تحولت إلى "أداة لترويج الأفكار المتطرفة بين الشباب".
الدعوة لحل سياسي لأزمتي سوريا واليمن
ونوه إلى موقف بلاده الداعي للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية في مسار إرساء الأمن والاستقرار وفي إطار الوحدة وحفظ السيادة الوطنية.
وأضاف أن طريق الحل السياسي يجب قبل كل شيء أن يؤدي إلى إنهاء إراقة الدماء والعنف مهما كان نوعه ومصدره، وأن يؤدي إلى إطلاق حوار جاد في ظل التعاون والمشاركة بين جميع أبناء الشعب.
وحول التواجد الروسي في مكافحة الإرهاب في سوريا وردود الفعل السلبية من جانب بعض الدول العربية، لفت إلى أن بلاده تتصدى للإرهاب والتطرف، وترى أن مكافحة الإرهاب تتيسر عبر التعاون الجماعي والمنسق من قبل جميع الدول.
وبشأن قضية اليمن، قال إن الجزائر تتابع بدقة تطورات اليمن والمصاعب المفروضة على شعبه، وتدعو اللاعبين في هذه الساحة السياسية دوما للعمل من أجل العثور على حل سلمي لأزمة هذا البلد.