أطلق مجموعة من الشباب العربي المتطوعين،
حملة إنسانية تحت عنوان "
منشتي سوا"، في خطوة تهدف لمساعدة أكبر قدر ممكن من أطفال اللاجئين السوريين في
المخيمات، ولتجنب ما حدث في الشتاء الماضي من العام الماضي، من حالات تجمد للأطفال وحالات وفاة جراء
البرد.
وقالت "صفية سري" إحدى القائمين على الحملة، في تصريح خاص لـ"
عربي21" إن الفكرة بدأت من خلال التواصل مع إدارات المخيمات الحدودية، "وقررنا أن نطلق حملة لتجميع الملابس ولوازم الشتاء نظرا لما لاحظناه من تعامل الإعلام العربي والعالمي بشكل سلبي تجاه القضية السورية".
وأضافت سري "تستهدف الحملة الأطفال الذين لم يتجاوزا 16 سنة، وسنقوم بتوزيع الملابس الشتوية على أطفال المخيمات الحدودية، التي تشهد تدفقا للاجئين، وتعاني من نقص في اللوازم الاغاثية، خاصة بعد التدخل الروسي وقصفه للمدنيين وزيادة موجات النزوح".
وقالت سري "لا توجد أي جهة داعمة للحملة، وقد حاولت بعض الجهات السياسية تبني هذه الحملة، لكننا رفضنا لأنها تطوعية إنسانية بالدرجة الأولى، أما فيما يخص الدعم المادي فنحن لا نقبل أي دعم مادي، ومن يعرض علينا نوجهه لأماكن الشراء أو الجهات التي يشتري منها المستلزمات ومن ثم يرسلها إلى أماكن التجميع ومخازن المستلزمات".
وأشارت في حديثها لـ"
عربي21"، إلى أنه سيكون هناك تركيز خلال مراحل الحملة، على تقديم ما يلزم لدعم التعليم والمراكز الثقافية في المخيمات، خاصة أن هناك الملايين من الأطفال النازحين المتسربين، منذ أكثر من ثلاث سنوات.
مراحل للعمل
من جهته قال المنسق العام للحملة "مالك قيسون" إن الحملة عبارة عن مراحل، ففي المرحلة الأولى تم الإعلان عنها ونشرها من خلال دعوة الأصدقاء لتجميع الملابس، فأغلب المخيمات الحدودية بحاجة إلى ملابس شتوية خاصة بالأطفال، إضافة للحليب، وفي المرحلة الثانية سيتم تجميع كل الملابس والتبرعات العينية في الأماكن المعلن عنها، وسننطلق في المرحلة الثالثة من مخيم "جيلان بينار "الذي يحوي 30 ألف لاجئ بحاجة للكساء، وبعدها نكمل التوزيع إلى باقي المخيمات".
وتابع قيسون "وفي بداية الشهر القادم سيبدأ جمع الملابس لمدة 25 يوما، وقد استقطبت الحملة الكثير من الناس، والكل ينتظر تحديد مكاتب الحملة في إسطنبول وغازي عينتاب، كي يقوم بالتبرع بالملابس، فالهدف منها أن نعيش ما يعيشه أطفال المخيمات، وأن نوصل لهم ما تيسر من الألبسة كي يشعروا بالدفء ".
ووفقا للقائمين على الحملة، فقد لاقت إقبالا كبيرا عليها وصل لأكثر من ألف متطوع، كما شهدت مشاركة من الشباب العربي في أوروبا؛ حيث تم التنسيق لحملة مشابهة في النرويج، وحملة تستهدف المخيمات الحدودية في لبنان.
ويتزامن إطلاق هذه الحملة، مع موجة النزوح الكبيرة للمدنيين من أرياف حلب وحماه وحمص وإدلب، نتيجة الهجمة الشرسة التي تشنها قوات النظام المدعومة بغطاء جوي روسي، حيث وصل عدد النازحين من ريف حماة الشرقي وحده خلال الأيام الماضية إلى 35 ألف نازح، فيما بلغ عدد الذين نزحوا من ريف حلب الجنوبي إلى أكثر من 50000 مدني، فيما تفيد الأخبار الواردة من ريف حمص الشمالي عن نزوح أكثر من 9000 عائلة لمناطق أكثر أمنا، وسط ظروف مناخية وإنسانية ومعيشية سيئة، وافتقار لأبسط مقومات الحياة.