نشرت صحيفة لوفيغارو الفرنسية تقريرا حول سيطرة
الأكراد على مناطق عديدة في
سوريا، على الحدود العراقية والتركية، وأشارت إلى أن الأكراد الذين يمثلون الحليف الإستراتيجي لأمريكا في حربها ضد تنظيم الدولة؛ قد بدأوا بالتقرب من موسكو في نطاق التعاون المشترك ضد تنظيم الدولة.
وذكرت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "
عربي21"، أن أكراد سوريا، الذين يعدون الحليف الأول للولايات المتحدة في حربها ضد تنظيم الدولة، قد دخلوا في مرحلة من التقارب مع
روسيا منذ أن أطلقت حملتها العسكرية في سوريا، حيث انعقد الأربعاء بموسكو مؤتمر طغى عليه الحضور الكردي، لدراسة سبل التعاون مع روسيا في حربها على التنظيم.
وأشارت الصحيفة إلى أن أكراد سوريا يقتربون من هدفهم في الحصول على حكم ذاتي في المنطقة الشمالية المتاخمة لتركيا، وأنهم في خضم الصراع الدائر يلعبون على عدة أوتار؛ حيث يستغل الأكراد الدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأمريكية لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي لمحاربة تنظيم الدولة.
وأضافت أن الأكراد يسيطرون على منطقة تمتد من الحدود السورية العراقية شرقا إلى حدود مدينة عين العرب (كوباني) غربا. كما نقلت عن خالد عيسى، وهو ناشط كردي وممثل عن
حزب الاتحاد الديمقراطي، تأكيده على أن الأكراد إن تحالفوا مع القوى العربية في المنطقة وبغطاء جوي أمريكي يمكنهم طرد تنظيم الدولة من عاصمته الرقة".
وأضاف: "أكراد سوريا لديهم شروط للدخول في حرب خطرة ضد تنظيم الدولة، فهم يطمحون إلى زيادة مناطق سيطرتهم إلى أن تصل إلى مدينة عفرين (شمال غرب حلب)، يبقى علينا تحرير عفرين وجرابلس، بالرغم من أن المدينتين تقطنها غالبية من العرب".
وأضافت الصحيفة أن الأكراد يسعون بجد في تطبيق أهدافهم، ولذلك فهم يحتاجون روسيا لدعمهم لبناء إقليم كردي ممتد جغرافيا، يمكنهم أن يعلنوا فيه حكمهم الذاتي، بينما تعارض تركيا وأمريكا هذا المشروع.
ونقلت عن خالد عيسى قوله: "أمريكا تقول ما تريد، ونحن لن يمنعنا شيء من السيطرة على عفرين وجرابلس، وسوف تساعدنا روسيا".
وأقر صالح مسلم، القيادي بحزب الاتحاد الديمقراطي، بأن الحزب يبحث عن تحالف مع روسيا والنظام السوري لتوحيد منطقة الأكراد الشمالية.
وذكرت أيضا أن تركيا تعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي تنظيما إرهابيا، وأنها غاضبة من التحركات الكردية في جرابلس وعفرين، اللتين تسعى تركيا لجعلهما منطقة آمنة لإيواء اللاجئين، عوض إيوائهم في تركيا، غير أن الاعتداءات المتواصلة للأكراد هناك تحول دون ذلك.
وقال صالح مسلم: "تركيا لن تتردد في التدخل لعرقلة مشروعنا، لكن روسيا ملتزمة بالدفاع عن سوريا، إنها ستتدخل ليس للدفاع عنا ولكن للدفاع عن سوريا، هذا إذا ما حاولت تركيا التوغل على الحدود السورية".
وفي الختام، قالت الصحيفة إن قادة الأكراد مستعدون للدخول في أي تحالف ضد تنظيم الدولة، كما ستكون كلمتهم مسموعة في معركة حلب بالشمال، وذلك في إطار توحيد أقاليم الشمال، بقصد ضم حي الشيخ مقصود الذي تقطنه غالبية كردية في مدينة حلب؛ لإقليم الشمال الكردي.